حقيقة صلاة الجمعة

صلاة الجمعة بين الاخلاص والخلاص منها

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

ان مما نراه في واقعنا هو قلة البركة في العلم و خطب الجمعة(فالخطبة لاتجاوز حناجرهم) حيث أن من واجب الخطيب أن يكون فقيها عالما بالخطبة والخطابة والهدف منها. فهناك مقارنات لا بد منها لتوضيح المراد والمعنى الجليل للخطابه على حد سواء فالخطبة في العصور الأولى مصلحتاً لعام وخطبنا اليوم تنسى عند باب المسجد لا ابالغ فالهدف من الخطبة هو التقيد والعزم والإصرار للالتزام بما فيها لا لأجل الوعظ المستهدف لشريحة الفساق او العصاه من حكام وعامة شعب حيث انه لابد للخطيب من التحضير الروحي الرباني والخطابي في رسالته بتوافق مع الحدث والزمن مستنيرا بكتاب الله وسنة النبي قال تعالى(وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وقال الرسول صلى الله علية وسلم ( من عمل عملا ليس علية امرنا فهو رد) حيث ان امر الرسول صلى الله علية وسلم بالتقيد في الخطبة بعدة شروط :
1- عدم اطالة الوقت المخصص للخطبة والتركيز على ماهو معقول وميسور بواقعية .
2- عدم طرح الخطبة بموضوع لايناسب الوقت والزمان ولايؤخذبه .(لاأحد يخطب عن الحج في رمضان)
3- تحري الدقة في الموضوع والتحليل والتمحيص للخطبه وماسيلقية .

ان الشريعة المحمدية شريعة ربانية سماوية منزلتا وليست موضوعه ولاننسى ماغلب الحجاج في كون القران منزل او مخلوق والفتنه(خلق القران) التى وقع فيها الامام احمد بن حنبل رحمة الله الا دليل على ان لابد من تكون الخطبة رسالة سماوية لا موضوعية مكررة ملقاة من احد الكتب وهنا تكمن الحكمة الربانية في قوله تعالى (انانزلنا الذكر وانا له لحافظون) فالله وصف نفسه بأنه هو من انزل الذكر وهو له حافظا لان الذكر منزل وباق الى قيام الساعة منزل غض طريا رقراق سخي في معانية وقوي في وصفة معجز في بيانه فاحاديث الرسول معجزتا سماوية والدليل قال تعالى (لاينطق عن الهوا ان هو الا وحي يوحي علمه شديد القوى ) فإذا كان الضحك والبكاء من اختصاص الله في قوله (هو الذي اضحك وابكى ) فإنه من المعجزات الربانية والصفاة الكمولية لله جل وعلى فهو رباني خالص ليس لبشر من سبب في حدوثه كذلك الخطب اخواني الكرام هي ربانية ولايمكن لأحد ان يتدخل فيها الا من هو كاتب وقائل لذا فإنها رسالة ربانية وذات صلت وثيقة بالإمام الملقي.

ومن هنا كان عجز المسلمين في اظهار الحق بخطبهم المنبرية واتجه الجهال الى المسارح والمسلسلات بدعوى انها رسالة ومصلحة للمجتمع فلم يكتفوا بادخل المحرمات فيها والنيل من اعراض الناس بل دخلو البيوت وضحوها كما نعلم وتسببوا في حالات الطلاق وانعدام التوافق بين الزوجين حيث انه من المستحيل نسج خيال صادق الا بأخذ من حياة انسان على حساب الاخر بدعوا الاصلاح وإلا لكانت المسلسلات والمسرحيات كذب وخيال كاذب يروي اساطير لا تمت لبشر بصله وهذا سر واساس مبناهم الخاطئ المحرم شرعيا بالاجماع فتناول اعراض الناس ليس بمنهج لتقويم او لحل مشاكل المجتمع الاسريه والعملية من بطالة وغيرها .

واخيراًً المطالب به الخطباء البناء المتواصل بين الخطب بنياناً لا تأسيس تلو تأسيس وتأصيل تلو تأصيل وتكون الخطبة الجمعه بعد تحليل وتمحيص وللموضوع الواجب طرحة فهو واجب وليس عباده فحسب وتأصيل وليس تحليل وتهميش متواصل .
اللهم اعن خطبائنا ووفقهم وسدد خطاهم يارب العالمين ،،،، بقلمي فأن اصبت فمن الله وان أخطأت فمن نفسي والشيطان وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد صلى الله علية وسلم .