قِفا نبكِ داراً شطَّ عنا مزارُها
وأنحلنا بعد البعاد ادكارُها
وعُوجا بأطلال ٍ محتها يد النوى
فأظلم بالنأيِ المُشِتِّ نهارُها
فقدنا بها من الإنس إن رنَت
بمقلتها يصمي القلوب احورارُها
تصيدُ القلوب العاشقين أنيسةٌ
ويحسن منها صدُّها ونفارُها
ويهزأُ بالأغصانِ لينُ قوامِهَا
إذا مالَ فوقَ الغصنِ منها خِمارُها
وليس لبدرِ التمِّ قامةُ قدِّها
وما هو إلا حِجلُهَا وسوارُها
منازلُهَا مني الفؤادُ وإن نأى
عنِ العين مثواها ففي القلب دارها
يمثِّلُوها بالوهم فكري لناظري
وأكثر ما يُضني النفوسَ افتكارُهَا
وهيَّجَ دمعي حرُّ نارِ صَبَابتي
وما خمدَتْ بالدمع مني نارُها
وساعدني بالأيْكِ ليلاً حَمَائِمُ
تهاتِفُ شجواً لا يقرُّ قَرارُها
بكَيْنَ ولم تَسفَحْ لهنَّ مدامعٌ
وعيني فاضَتْ بالدموعِ بِجَارُها