حين تستيقظ القلوب على أول إشعاع حب يزورها
تتعلق به لأبعد مدى بالروح
ويصبح من المحال نسيانه
أو الصبر عنه
يصبح الهاجس الذي يؤرقها
والأمل الذي تعيش من اجله ولأجله
فهو أول من أيقظ الروح
ورفع من وجيب القلب
وزاد من نبض الفؤاد
هو : أول من علم العين سكب الدمع
واسهد الجفن
وادمي القلب
وهو : أول من زرع الأشواق
وخلق الحنين
وصنع التوق
لذا ليس من الغريب
أن يفقد المنطق حكمته
والعقل إدراكه
والحلم واقعه
وان تختلف الأزمنة وتضيع بوصلة الوقت
وتتوه الخطى في دروب الانتظار
وتصبح عين الحبيب السماء التي تحلق فيها
وقلبه الوطن الذي يحتويك
وروحه السكن الذي يضمك في جنباته
حينها تتوارى كل الصور
وتختفي كل الوجوه
ليظل وجههُ
عالمك ،
ومرآتك ،
وحلمك ،
وواقعك ،
ويومك ،
وامسك ،
وغدك ،
وحاضرك ،
وماضيك ،
وأقصى أمانيك
ليصبح هو فقط
من يحتلك
ويسكنك
ويميتك
ويحييك
ويفرحك
ويشقيك
ويدمي قلبك
ويسعده
وهو فقط
من يحلق بك لأعلى شاهق في سماء الحب
ويرحل بك لأقاصي الوجد
ومن يحرقك شوقاً ً
ويشعلك توقاً
ويجرفك حنيناً
وهو من لا تستطيع الانفكاك منه
ولا البعد عنه
ولا نسيانه
ليصبح هو أنت
فكيف الخلاص منك
هذا هو شعاع الحب الأول
الذي لن تستطيع أن تنساه ، ولا أن تلغيه من ذاتك ، ولا أن تمحوه من خيالك ، ولا من أجنده عقلك ، ولا أن تعيد جدوله أيامك دون أن تذكره
سيظل متعمق بداخلك ، مورق ٌبحنايا فؤادك ، متعلق باهداب ذاكرتك
حتى لو توارى وراء ستار النسيان
سيطل دوماً من بين جنبات الشجن ليذكرك بمن احبك لأول مرة