أضحت بين سرادق الفاجعة وأمست بردهات الزمن المتعطش لفجر مشرق تتلمس أبواب العزف المنفرد الصادر من فوهات المدافع على احتضار الضراغم ببعدها عن عرينها فتستشعر من زئير ضراغمها صدى الكمد الثائر الممزوج بالأسى والشجن .
تتبلور على أعتاب أبنائها المرابطين بنوبات من الصراع الوجداني المنبثق من الواحات السرمدية بالتضحية مع مراكب العشق والهيام.
زرع في المير قد شاقني تمايله
مع هبوب الرياح قبيل المطر
وسنى الصبح يجول في مكامنه
والشيح والبشام على جبالك منتشر
يا أودية الحرث ما أجمل خمائلك
كاد لك القلب من الشوق ينفطر
معشوقتي الحرث رفقاً بحالك أيتها الغانية الفاتنة, يوماً ما سنلتقي مع تغريد بلابلك ما بين خمائلك الوارفة وتربتك البلورية المنبعثة من تقاسيم دفئك المشتاق لمن يخالجه بنسمات الأودية وقوس قزح المتدلي على عنقك الفسفوري مرادفاً لعقد الفل وثوب الميل الأخضر الصادر من الطبيعة الموهوب من خالقك سبحانه المبدع الذي أعطاك الحسن والجمال .
سل الحرث التي أبحت لها
قلباً وأهديتها روحاً مع الجسد
تكاد تخلب عقلي كلما فاحت
حلو العبوق أريج النفح لم يحد
أسهرت يا مير مضجعي أرقا
لا الجفن يغفو وما بالعين من رمد
وبت عليلاً أناجي الليل مرتجياً
لعل في الليل من عون ومن سند
عهد على نفسي فلن أنساك أبداً
ما دمت حياً وفي الأكفان واللحد
سيجف دمعك وستعود البسمة من جديد إلى محياك وقريباً بإذن الله سيعود أبنائك وفلذات أكبادك إلى عرينهم وستتباهين بين إخواتك وشقيقاتك المحافظات الأخر