جلست ذات مساء على رصيف الحياة ..
أراقب الغادي والآتي ..
رأيت أصناف شتى من الناس ..
منهم من هو نبراساً لغيره ..
وآخر يزيد الليل ظلاماً ..
::اللقطة الأولى::
أمسكت برأس الطفلة ذات الـ11 عشر ربيعاً ..
وضربته بالجدار ضرباً آلم قلبي ..
سكون عمّ المكان فلا أحد يجرؤ على الكلام وقتها ..
إنها معلمة تعاقب طالبة لعدم حلها للواجب ..
أين شهادتها ودراستها ؟؟
ألا تعطى مناهج أصول التربية والتعامل مع الصغار في الكليات ..
::اللقطة الثانية::
في الصف الثالث طالبات قصّرن في الدراسة ..
فكان العقاب مؤلم نفسياً أشد من سابقه ..
المعلمة كتبت على أوراق بيضاء كبيرة ..
"أنا حمارة" و "أنا غبية" ..
ألصقتها على ظهور الصغيرات ..
وأمرتهن بالوقوف عند الدرج ليراهن الجميع ..
فتتعالى الضحكات والاستهزاء ونظرات التعاطف من البعض ..
كم أنتي قاسية مؤلمة يا مربية ..
ولاتعليق عندي لهذا ..
::اللقطة الثالثة::
قالت له أمه "يا وليدي ابيك توديني لأم فلان مبطيه عنها "
"طيب أنا بالسيارة ولا تتأخرين عليّ بسرعة وراي مشاوير"
واتصل به صاحبه ..
"هلا والله يا أبو الشباب ابيك تمرني نروح للمقهى"
"ابشر ولا يهمك دقايق وأنا عندك"
"ايه بس أنا بآخذ لي دش وألبس"
"عادي خذ راحتك كم عندنا أبو وليد"
تناقض غريب !!
أجل كم عندك أم ؟؟
هذا هو حال بعض الشباب إلا من رحم ربي ..
تجد أخلاقه مع أصحابه رائعة ..
وروحه مرحة وابتسامته تملأ وجهه ..
ولكن مع أهله فهو بلا أخلاق ..
يأتي للبيت للنوم وربما ينام عند أصحابه أحياناً ..
لا يقصر أهله معه ويكافئهم بالعقوق والحرمان ..
يستثقل طلباتهم ولا أدري لمن يريد تركهم ..
أهذا هو جزاء التسعة أشهر وبعدها سنين عمرك بين أحضانهم ؟؟!!
::اللقطة الرابعة::
كان يسمع أغاني ويشوف أفلام ..
وكان بشوش وطيب وحبيب ..
وملابسه دايم نظيفة ومرتبة ..
ثم التزم ..
فتغيّر حاله ..
انقلبت البشاشة عبوساً ..
فقال شؤم المعصية ..
والملابس أصبحت مهملة والشماغ غير مكوي ..
يقول زهداً ..
البعض قال "ليته لم يلتزم .. الله لا يعيده من التزام " ..
وآخر يقول "إذا كان الالتزام بيخليني زيّه ما راح التزم " ..
لاادري لماذا يفهم من كان عاصياً وضايعاً أن الالتزام يعني الإهمال ؟؟!!
إن الله جميل يحب الجمال ..
وقد أمرنا الإسلام بحسن الأخلاق وجعله من أسباب دخول الجنة ..
ولكن يظل الجهل مخيم على بعض العقول ..
::اللقطة الخامسة::
كان عنده موعد مهم ..
ولكن أخذهم النوم وتأخر عنه ساعة ..
استيقظ وهو غاضب بدأ يسب ويشتم ..
اتته ابنته ذات الـ 18 ربيعاً لتخفف عنه فبصق في وجهها ..
مسحتها مع دمعة سالت على خدها ..
وذهب لموعده وتم كل شيء كما أراد ..
عاد لبيته قابلته ابنته بخوف ووجل ..
تقدم منها فتراجعت ..
ضمها وطبع قبلة على رأسها فبكت على صدره ..
أعرفه جيداً قلبه حنون وكبير ولكن عند العصبية لا أحد يقترب منه ..
فقد يسب حتى أقرب الناس إليه دون وعي ..
أسأل الله أن يبعد عنه العصبية ويرزقه سعة الصدر وحسن الخلق ..
::اللقطة الأخيرة::
مهما تعطيهم وتبذل لهم فهم ناكرون للجميل ..
ناس تعاملهم بالطيب فيقابلوك بالسوء ..
تحترمهم وتقدرهم فتجد منهم الإهانة والاستحقار ..
في هذه الحياة لم أعد أعلم كيف أعامل الناس ..
فطيبة قلبي ستقلتني ..
وصراحتي ستدمرني رغم أني لم أجرح أحداً ..
ولكن هي الحياة بقسوة قلوب أهلها ..
مما راق لي