يقول ابن الجوزي :قرأت سورة يوسف عليه السلام فتعجبت من مدحه عليه السلام على صبره وشرح قصته للناس ورفع قدره بترك ماترك.
فتأملت خبيئة الأمر فاذا هي مخالفة للهوى المكروه .
فقلت:واعجبا لو وافق هواه من كان يكون ؟
ولما خالفه لقد صار أمرا عظيما تضرب الأمثال بصبره , ويفتخر على الخلق باجتهاده . وكل ذلك كان بصبر ساعه ,فيا له عز وفخرا . أن تملك
نفسك ساعة الصبر عن المحبوب وهو قريب .
وبالعكس منه حالة آدم في موافقته هواه , لقد عادت نقيصة في حقه أبدا لو لا التدارك فتاب عليه
فتأملوا رحمكم الله عاقبة الصبر ونهاية الهوى .
فالعاقل من ميز بين الأمرين . الحلوين والمرين .
فان من عدل ميزانه ولم تمل به كفة الهوى رأى كل الأرباح في الصبر ,
وكل الخسران في موافقة النفس .
وكفى بهذا موعظة في مخالفة الهوى لأهل النهى والله الموفق
[b]