عيدٌ بأي حالٍ عُدت يا عيدُ..؟
لطالما سمعت وقرأت ُهذه المقولة تتردد ولكنني لم اشعر بحجم مرارتها ووقعها الثقيل على النفس الا في هذه الفترة التي يأتي فيها العيد وجسدي كجسد الكثير من الأحباب في مكان وقلبي في مكان آخر معلق بلا وصل ولا نفحات تعيد له النبض . نعم بأي حالٍ عدت يا عيدُ ؟
إنني أرى هذه العبارة تكتب في كل دمعة يذرفها شيخ طاعن أو امرأة خط الزمان تجاعيده على وجهها العصامي الذي لا يتقهقر ولا يعرف العبوس .. ولكن حل بالنفس شئ غيب عن هذه الوجوه الابتسامة ..
يا عيد : نحن لا نشتكي من فاقة العوزفلله الحمد والمنة,فنحن نعيش في وطننا وبين أهلنا في رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين رعاه الله ورفع ذكره وأجره بل نشتكي من فاقة الحنان شئ في داخلي لا استطيع التعبير عنه .. شئ اقض مضجعي وأسال ادمعي وانسل بين اضلعي للذكرى يقرعُ.. شئ احسه وأراه في عيون الأطفال البراقه المتفائلة في كل لمحة ينظر فيها الطفل الى اتجاه دياره ..
أشفق على ديارنا مع حلول العيد وهي خاويه من سكانها بلا نفس ولا روح فلا اجد مثيلاً لها الا اجسادنا التي باتت في بلاد وارواحها في بلاد فالله المستعان ارض بلا سكان واجساد بلا ارواح..
فيا تُرى متى يجمع بين الأحباب؟
يا عيدُ: وأنت تهل علينا وكأن لسان حالنا يقول : أهلا بك يا عيد
وبأي حالٍ عُدت يا عيدُ؟