يقف العالم حالياً على ابواب ثورة ستغير تماما تاريخ الطب البشري الذي تعود عليه الانسان منذ الاف السنين! انها معجزة الخلايا الجذعية. ولتوضيح الامر بشكل مبسط فان الخلايا الجذعية هي عبارة عن الخلايا الاولية التي يتكون منها الجنين البشري ولها القدرة على التحول الى أي نوع من الخلايا الاخرى فبعضها يتحول الى اعصاب وبعضها الى كبد والآخر الى قلب وهكذا دواليك ! ومما يميزها ان لها القدرة على التخصص الى أي نوع من الانسجة واداء وظيفة النسيج الجديد على اكمل وجه وكأنها جزء من اجزائه الاصلية ولكن بعد ولادة الانسان تصبح هذه الخلايا كامنة في الجسم وتدخل فيما يشبه السبات.
ومن هنا جاءت فكرة تصنيع الاعضاء البشرية التي يحتاجها الانسان باستخدام خلاياه الجذعية . بدأ العمل في استعمال الخلايا الجذعية منذ فترة ليست بالقصيرة لكن النجاحات والخروقات المهمة لم تظهر الا في السنوات الاخيرة بشكل افضل مما كان يامل حتى اكثر المتفائلين ! ورغم بعض المعوقات التي صادفت الابحاث مثل قرار الحكومة الامريكية السابقة بمنع تمويل ابحاث الخلايا الجذعية والذي اثر على امريكا في هذا المجال ولكنه لم يؤثر على بقية الدول التي رأت في الخلايا الجذعية على انها المستقبل الزاهر في الطب ولقد انتبهت ادارة اوباما الى هذه النقطة فكان من اول قراراتها رفع المنع عن تمويل ابحاث الخلايا الجذعية .
ان الذي ينشر من نجاحات في هذا المجال ما هو الا شيء بسيط من النجاح الحقيقي بسبب ان الدول الكبرى تحاول حاليا تقسيم واخذ نصيبها من الكعكة الكبرى القادمة لان اقتصاديات كثير من شركات الادوية مهددة لان هذه التقنية ستلغى الحاجة الى كثير من ادوية السكر والقلب فيجب التحكم بدخول الخلايا الجذعية بشكل تدريجي للاسواق الطبية. انها اشبه ما تكون بثورة حلول النفط بدل الفحم في بداية القرن السابق. قد يعتقد البعض ان تجارب الخلايا الجذعية ما زالت مخبرية وتحت التجربة ولكن الحقيقة انها طبقت على البشر وكانت ناجحة للغاية ولكن ليس كل ما يعرف يقال ! انه هذه التقنية تمثل الحل الجذري لمعظم المشاكل الصحية المزمنة في السعودية فابامكانها المعالجة الجذرية لاهم مرضين يهددان صحة السعوديين الا وهما السكري ومضاعفاته من انسدادات وجلطات وامراض القلب واللذان يثقلان كاهل الخدمات الصحية لكن مع توفر العلاج بالخلايا الجذعية سيتم علاج اغلب حالات السكر والقلب مما يجعل الخدمات الصحية تتفرغ للمشاكل الصحية الاخرى.
ان وجود مركز وطني لابحاث الخلايا الجذعية اصبح مطلبا ملحا واساسيا فنحن نعيش في عهد رجل الاصلاح والتطوير الاول الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي نقلنا الى عالم الدول المتقدمة ويجب ان نكون على قدر طموحات القائد !فوجود بعض المراكز لتجميع الخلايا الجذعية في بعض المستشفيات يعتبر خطوة بدائية . إذ ينبغي على الوزارات المعنية كوزارة التعليم العالي ووزارة الصحة وايضا المستشفيات المتقدمة كمستشفى الملك فيصل التخصصي ان تتعاون لانشاء مركز متخصص للخلايا الجذعية يحمل اسم القائد يليق بمكانة السعودية الدولية ويحل اغلب مشاكلنا الصحية.