ضياء البروق إدارة المنتدى
الأوسمة والأنواط وسام التميز: 1
| موضوع: قصيدة الغريب او المبكية لزين العابدين الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 12:24 am | |
| لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ | *** | إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ |
إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتهِ | *** | على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ والسَّكَنِ |
سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَني | *** | وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والموتُ يَطلُبُني |
وَلي بَقايا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها | *** | الله يَعْلَمُها في السِّرِ والعَلَنِ |
ما أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني | *** | وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي |
تَمُرُّ ساعاتُ أَيّامي بِلا نَدَمٍ | *** | ولا بُكاءٍ وَلاخَوْفٍ ولا حزَنِ |
أَنَا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً | *** | عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُني |
يَا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ | *** | يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني |
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُها | *** | وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيرِ وَالحَزَنِ |
كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحاً | *** | عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُني |
وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَيْ يُعالِجَني | *** | وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هذا اليومَ يَنْفَعُني |
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها | *** | مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ |
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها | *** | وصارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني |
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا | *** | بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ |
وَقامَ مَنْ كانَ حِبَّ النّاسِ في عَجَلٍ | *** | نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتيني يُغَسِّلُني |
وَقالَ يا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً | *** | حُراً أَرِيباً لَبِيباً عَارِفاً فَطِنِ |
فَجاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني | *** | مِنَ الثِّيابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني |
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحاً | *** | وَصارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني |
وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني | *** | غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ |
وَأَلْبَسُوني ثِياباً لا كِمامَ لها | *** | وَصارَ زَادي حَنُوطِي حينَ حَنَّطَني |
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيا فَوا أَسَفاً | *** | عَلى رَحِيلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُني |
وَحَمَّلوني على الأْكتافِ أَربَعَةٌ | *** | مِنَ الرِّجالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني |
وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا | *** | خَلْفَ الإِمامِ فَصَلَّى ثمّ وَدَّعَني |
صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لها | *** | ولا سُجودَ لَعَلَّ اللهَ يَرْحَمُني |
وَأَنْزَلوني إلى قَبري على مَهَلٍ | *** | وَقَدَّمُوا واحِداً مِنهم يُلَحِّدُني |
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني | *** | وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَني |
فَقامَ مُحتَرِماً بِالعَزمِ مُشْتَمِلاً | *** | وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفارَقَني |
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا | *** | حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ |
في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هناك ولا | *** | أَبٌ شَفيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُني |
فَرِيدٌ وَحِيدُ القبرِ، يا أَسَفاً | *** | عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ يُزَوِّدُني |
وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ | *** | مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني |
مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ ما أَقولُ لهم | *** | قَدْ هالَني أَمْرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني |
وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهمُ | *** | مَالِي سِوَاكَ إِلهي مَنْ يُخَلِّصُنِي |
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يا أَمَلي | *** | فَإِنَّني مُوثَقٌ بِالذَّنْبِ مُرْتَهنِ |
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا | *** | وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني |
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لها بَدَلي | *** | وَحَكَّمَتْهُ فِي الأَمْوَالِ والسَّكَنِ |
وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَها | *** | وَصَارَ مَالي لهم حلاً بِلا ثَمَنِ |
فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيا وَزِينَتُها | *** | وانْظُرْ إلى فِعْلِها في الأَهْلِ والوَطَنِ |
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها | *** | هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ |
خُذِ القَناعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها | *** | لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ |
يَا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً | *** | يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ |
يا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي | *** | فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني |
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً | *** | عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ |
ثمَّ الصلاةُ على الْمُختارِ سَيِّدِنا | *** | مَا وَضا البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَنِ |
والحمدُ لله مُمْسِينَا وَمُصْبِحِنَا | *** | بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْسانِ وَالمِنَنِ | تحياتي | |
|
عطر الندى عضو
الأوسمة والأنواط وسام التميز: 1
| موضوع: رد: قصيدة الغريب او المبكية لزين العابدين الأحد ديسمبر 04, 2011 2:58 am | |
| قصيده من اروع القصاائد وانقاها لكنها مؤثره ومبكيه وما اجمل و اروع القصائد حين تكون للتذكير والموعظه
سلمت انااملك عزيزي على هالموضوع
جزيت خيرا | |
|
ضياء البروق إدارة المنتدى
الأوسمة والأنواط وسام التميز: 1
| موضوع: رد: قصيدة الغريب او المبكية لزين العابدين السبت ديسمبر 10, 2011 5:13 am | |
| هذه اجود قصائد العبرة والتذكير
صحيح انها فصلت تفصيلا حياة الانسان حتى بعد مماته
اشكرك بالحيل على المرور
ودامت طلتك على صفحات منتدانا
تحياتي
| |
|