قصة الولد والجنيات الثلاث
كان في زمن الازمان رجل يريد ان يزوج ولده فكان كلما خطب له بنت كان الولد لايرغب بالزواج منها فعجز الرجل مع ولده ولا درى ماذا يفعل معه .
وفي صباح يوم من الايام كانت اسرة الرجل مجتمعة مع بعض على المائدة يتناولون فطورهم وكان الولد سرحان مع نفسه وكان امامه على الطاولة صحن قشطة بيضاء
وكان في يده سكين رأى الولد ذبابة تريد ان تحط على صحن القشطة فقام يستخدم السكين لطردها ويلوح بالسكين مطاردا الذبابة لقتلها فجرح الولد اصبعه وقطرت قطرات من دمه في صحن القشطة فاختلط الدم مع القشطة ونظر الولد الى الصحن فقال الولد لوالده اترى هذا اللون الذي تكون من القشطة والدم اريد بنتا تكون بهذا اللون. وفي ذات يوم ودع الولد اسرته وذهب بحثا عن امنيته والتي يتمناها في شريكة حياته , سافر يعبر الجبال والوديان والسهول والقفار يمر بالقرى والدمون والاحياء والمدن بحثا عن مطلبه ولكن لم يجد ماوصفها في خياله الى ان وصل شاطئ بحر فكان ينظر الى افق البحر ليعرف مايكون وراء البحر فقرر ان يعبر ذلك البحر لعله يجد مايريد خلف البحرفقال لمن كانوا معه عودوا وانا سوف اذهب وحدي فأخذ قارب وبدا سفر البحار فكان يمرالنهار ويأتي الليل وتتعاقب عليه الايام وهو في عرض البحراوقات يهيج البحر واوقات يهدى وأوقات تعصف به العواصف وأوقات صفو وفي ذات يوم احس بأن القارب ارتطم بصخوركانت على الشاطئ كانت الجزيرة يميزها الضلمة واللون الاسود وصخورها السود الكبيرة الحجم فترك القارب وقام يعبر تلك الصخورحتى قطع مسافه داخل الجزيرة فوصل على بيت كان بابه مفتوحا فمشى الى ان وصل الباب ودخل فرأى داخله أمرأة تلبس اللون الاسود وكان امامها لوح كبير عليه صور وكان في يدها مقصا وكانت كل مانظرت لصورة تقوم بقصها رد عليها السلام فقال من انتي قالت انا جنية الموت قال ولمن هذه الصور ولماذا تقصينها قالت هذه صور اناس قد حانت آجالهم فمن حانت ساعته قطعت صورته فأراد ان يقول لها مطلبه فبادرته قبل ان يتكلم انا اعرف مطلبك ولكنه ليس عندي فأذهب الى جنية الحياة فخرج يبحث عن جنية الحياة وقطع مسافه الى ان وصل الى منطقة كانت الحياة تدب فيها فكانت الخضرة والحيوانات ترعى على الاعشاب والطيور تطير على اغصان الاشجار والمياه تسيل في الجداول والانهار فكان كل شئ حي وهو يمشي قابل امرأة جالسة تغزل الخيوط فأقترب منها وسلم عليها وقبل ان ينطق بكلمة واحدة قالت له انا اعرف مطلبك انا جنية الحياة وعندي كل شئ حي ولكن مطلبك ليس عندي ستجده عند جنية المولد فذهب يبحث عن جنية المولد الى ان وصل الى منطقة كل شئ فيها جميل وكل شيئ يولد ويتكاثر فكانت الاشجار تفتح ازهارها والحبوب تخرج سنابلها والحيوانات تتوالد فكانت كل انثى معها صغيرها الى ان وصل الى امرة كانت تجلس وتراقب تلك المناظرالجميلة فسلم عليها واراد ان يبادرها بالسؤال فقالت له ان مطلبك عندي فقامت معه يتمشيان بين الاشجار الى ان وصلا الى شجرة ليمون فيها ثلاث ليمونات فقط فقطفتها له وقالت هذه الليمونات اذا قطعت الاولى نصفين شتخرج لك جنية في غاية الجمال وستبادرك بطلب الماء وتبقى برهه اذا لم تسقها فإنها ستختفي وتتلاشى فإذا ذهبت فأقطع الثانية ستخرج لك جنية في غاية الجمال ستطلب منك نفس طلب الاولى وإلا ستختفي وتتلاشى عن ناظريك واذا ذهبت فلم تبقى معك الا واحدة فحافظ عليها وإلا ستخسرهم كلهم فتمنت له التوفيق, ودعها وذهب عائدا الى بلده فرحا مسرورا سافر وقطع كل تلك المسافات هو في غاية الشوق ان يصل بسرعة الى ان وصل بنبع ماء كان يعرفه يبعد مسافة غير بعيدة عن بلده فأراد ان يقطع الليمونات ويشربها من النبع ولايريدها ان تصل الى البيت الا في مركب يليق بها, فجلس وقرب الماء والسكين فقام بقطع الليمونة الاولى فهاله مارأى طلعت جنية على شكل آدمية كانت اجمل مافي الكون وطلبت منه الماء فكان يراقبها وهو يقول ما شاء الله ماهذا الجمال ماهذا الجمال الى ان اختفت وتلاشت عن ناظريه فكان يظرب وجهه ندما على نسيانه ان يشربها الماء وبدا يقطع الثانية فخرجت جنية اجمل من الاولى وطلبت منه الماء فتسمر في مكانه من سحرجمال ما رأى وهو يردد وتمتم بكلمات الى ان اختفت وتلاشت عن ناظريه فهو لايقوى على تحمل النظرالى جمال لم يشاهده في حياته من قبل فهو عندما ينظر الى مثل ذلك الجمال تضيع اعلومه ندب حظه وحزن على ذهابهم وخاف ان يتكرر ما جرى له مع الجنية الثالثة وكان اضعف ما يكون الرجل عندما ينظرالى شئ مفاجئ لا يعي ما يفعل فقرر ان ينغمض عينيه الى ان يشربها الماء غطى عينيه اولا ثم قطع الليمونة الاخيرة فخرجت جنية اعطاها الماء بعد ان تأكد انها شربت الماء فتح عن عينيه واذا بجنية ذات جمال لا وجود له في الكون فهي كانت اجمل الجنيات الثلاث فقام وغطاها بملابس واقعدها بجانبه يناظرها وهو يقول ماشاء الله ان الله خلق فأبدع في الخلق .بعدما قنع بها قلبه وارتاح معها قال لها لن تذهبي الى البيت دون ان احضر لك عربه وخيل يليق بك فتركها عند النبع وذهب الى البيت وبقيت الجنية عند نبع الماء تنتظره . وفي الجوار كان هناك سيدة لها جارية فأرسلت جاريتها الى النبع لكي تحضر الماء فعندما وصلت الى النبع قامت تنضر الى صورتها الى الماء فإذا بها ترى صورتها في غاية الحسن والجمال فقالت كيف ترسلني اجلب الماء وانا في هذا الحسن والجمال وبينما هي تتكلم مع نفسها ضحكت الجنية التي كانت فوق الشجرة والصورة التي رأتها الجارية كانت صورة الجنية منعكسة في الماء , فنضرت الجارية الى فوق الشجرة واذا بها ترى الجنية فقالت الجارية من انت ولماذا انت هنا فحكت الجنية القصة كاملة للجارية ,فكرت الجارية في القصة وأرادت ان تتخلص من الجنية وتبقى مكانها طمعا في الزواج بالرجل طرت لها فكرة فقالت الجارية لابد ان اسرح لكي شعركي كي يكون جميلا وتكوني في احسن صورة اذا جاء . فصعدت الى الجنية فوق الشجرة وأخرجت ابرة كي تفرق بها شعرها وبينما الجارية تسرح شعر الجنية قامت بغرز الابرة في رأس الجنية فقطر منها الدم وتحولت الى حمامة وطارت بسرعة وجلست الجارية مكان الجنية بعد ذلك حضر الولد ومعه العربة فقال للجارية هل رأيتي بنت كانت جالسة هنا قالت انا الجنية فقد جاءت عجوز وحولتني الى هذا الحال , صدق ما قالته وأخذها الى بيته وهو حزين ولا يدري ماذا يقول لأبو وأمه, جلست الجارية في البيت تأمر وتنهي وفي يوم من الأيام رأى احد الخدم حمامة تقف بإستمرار على احدى نوافذ البيت فقال للجارية بما رأى عرفت الجارية انها هي الجنية فقالت له اذا رأيتها اقتلها وفي يوم من الايام رأى الخادم الحمامة فأمسكها وذبحها ورمى بها من النافذة فوقعت في الحديقة وقطرت منها ثلاث قطرات دم على التراب , وفي اليوم الثاني خرج الولد يتمشى في الحديقة فإذا به يرى شجرة لم يعهدها من قبل في الحديقة ونضر اليها فإذا هي شجرة ليمون وفيها ثلاث ليمونات فقط فقطفها ثم دخل بها الى غرفته وأغلق الباب على نفسه فقطع الليمونه الاولى فخرجت منها الجنية الاولى وتركها تذهب وقطع الثانية فخرجت الجنية الثانية فتركها تذهب ثم قطع الليمونة الثالثة فخرجت الجنية الثالثة ثم اسقاها الماء وأعطاها لباسها ثم نادى ابوه وامه وحكت لهم قصتها وما جرى لها مع الجارية ثم نادى على الجارية فصدقت كلام الجنية فقرر الولد ان يقتل الجارية انتفاما للجنية فعطفت الجنية على الجارية وقالت له لاتقتلها فانا سامحتها واتركها عندنا وأحسن اليها فبكت الجارية اسفا على مافعلته بالجنية وما كان من طيبة وسماحة الجنية لها فقالت انا اكون لكي جارية الى اخر ايام عمري, تزوج الولد الجنية وكانت حياته معها في لذة وسعادة .
ارجو ان تكون القصة امتعتكم
تحياتي