لماذا تحتقرون اللقطاء وهم لا ذنب لهم فيما هم فيه . هذا السؤال الذي لا توجد له اجابة ابدا فالناس تحتقرهم بدون سبب فهم لم يجبروا الرجل والمراءة الذين انجبوهم على انجابهم حتى يعيشوا عمرهم كله وهم مكسورين الخاطر مذلولين يواجهون كلمات التعيير ونظرات الكره . أليس يكفي انهم لا يعرفون لانفسهم اب او ام وبالتالي ينقصهم قدر كبير من الحنان والحياة الطبيعية كباقي الناس . والمفروض ان هذا يجعلكم ايها الناس ان تعطفوا عليهم وتحسسوهم بالحنان وانهم بدون نقص عاطفي واسري قدر الامكان فهولاء هم اكثر الناس الذين يعرفون قدر الاسرة والدفء العائلي لانهم حرموا منهم فلا تكونوا انتم والقدر ضدهم بل على العكس احتضنوهم وحسسوهم بالحنان والعاطفة التي حرموا منها وافتقدوها وتذكروا قوله تعالى ( ولا تزر وازره وزر اخرى ) اذا فلماذا تحملوهم اثام واخطاء غيرهم ممن استحوذ عليهم الشيطان ووقع بينهم ما حرم الله ام هذه عاداتكم تستحقرون الضعيف ومن ليس له سند اما اصحاب المناصب ورؤوس الاموال فلهم عندكم كل التقدير والتبجيل ولو اقدموا على كبيرة من كبائر الذنوب . واللقيط الذي لا حول له ولا قوة ينظر اليه بنظرات استهوان وتسمعوه اهانات مبطنة وصريحة . والشاب اللقيط اذا تقدم للزواج من احدى العوائل يرفض طلبه فقط لانه لقيط . وكذلك البنت اللقيطة نفس الشب فلا احد يتقدم لخطبتها لانها لقيطة وغض الناس البصر عن مميزات قد تكون موجودة فيهم تميزهم عن غيرهم من الاسوياء . اذا كانوا قد حرموا من نعمة العائبة فلماذا يحرمهم الناس من فرصة تكوين عائلة سوية وبعضهم يفكر اذا رزقه الله بالاطفال ويقول اذا انا شاب لقيط وبذلك اطفالي سيكونون محرومين من نعمة اجدادهم مني واعمامهم ولكن لا اريد ان احرمهم نعمة اجدادهم من امهم واخوالهم ولكن ترفض العوائل تزويجهم . وكذلك تقول الفتاة اللقيطة نفس الكلام فهي تحلم باسره مستقرة وعائلة من اجداد واعمام لاطفالها ولكن لا احد يدق بابها ويطلب خطبتها بسبب ليست لها يدا فيه . تذكروا قوله تعالى ( واما اليتيم فلا تقهر ) واتقوا الله فيهم فلا ذنب لهم فيما هم فيه وانما هي اقدار الله سبحانه وتعالى وتخيلوا لو ان قدركم جعلم بينهم فهل ترضون الذل والمهانة .