بسم الله الرحمن الرحيم
إنها إمرأة من أهل الجنة تمشى على الأرض
.
يالله فما أروع أن يُبشر رسول الله الذى لا ينطق عن الهوى إنساناً بالجنة فيعيش مطمئناً أنه حين يلاقى ربه يوم لا ينفع مال ولا بنون سيكون مأواه جنة عرضها كعرض السماوات والأرض أعدت للمتقين !! انها إحدى نساء الأنصار .. بايعت رسول الله فأوفت البيعة .. إنها من أوائل من أدرك وأقر أنه "لا اله الا الله وأن محمد رسول الله"
لقب للصحابية الجليلة ام سليم
التى اشتهرت وافتخزت بأن تكون اول امرأه يكون مهرها الأسلام
اسمها ونسبها
أم سليم اشتهرت بكنيتها واختلف في اسمها فقيل سهلة وقيل رميلة وقيل مليكة كما أنها وصفت بأوصاف كثيرة منها الغميصاء أو الرميصاء او الروميساء
وهي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندببن عامر ابن غنم بن عدي بن النجار. الأنصارية النجارية المدنية فهي من بني النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم . لأن آمنة بنت وهب من بني النجار.
زواجها قبل الاسلام
إنها صحابية جليلة قد لا يعرفها ويعرف قدرها الكثيرون على الرغم مما فى سيرتها من عبرة وقدوة .. إنها الروميساء رضى الله عنها سمعت عن سيرتها وقرأت عنها وعندما سمعت إعتبرت .. وعندما قرأت إنبهرت !!
تركت زوجها من أجل الاسلام : أسلمت الروميساء كغيرها من السابقين عندما سمعت عن دين الحق فى يثرب قبل هجرة الرسول كان من أوائل من وقف فى وجهها زوجها مالك الذي غضب وثار عندما رجع من سفره وعلم بإسلامها ولما سمع مالك بن النضر زوجته تردد بعزيمة أقوى من الصخر : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، خرج من البيت غاضبا بل خرج من المدينة كلها لأنها أصبحت أرض اسلام لا مكان لكافر مثله بها ومات بالشام ..لكن ما لفت انتباهي هو اختيار أم سليم الأنصارية الإسلام على زوجها في ذلك الوقت المبكر ينبيء عن عزيمة أكيدة، وإيمان راسخ في وقت كان الاعتماد في تدبير البيت والمعاش وغير ذلك من أمور الحياة على الرجل،
ولم تكن المرأة قبيل مجيء الإسلام تساوي شيئا، فكونها أخذت هذا القرار من الانفصال بسبب الإسلام عن زوجها الذي في نظرها يعتبر كل شيء في ذلك الوقت فيه دلالة على ما تمتاز به هذه المرأة المسلمة من الثبات على المبدأ مهما كلفها من متاعب.!!! امرٌ رائع واللهِ.
زواجها في الإسلام
أما زواجها في الإسلام فذاك هو العجب بعينه ولم يتكرر في التاريخ مثله فعن أنس رضي الله عنه قال: " خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم فقالت: أما إني فيك لراغبة، وما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم فذاك مهري، لا أسأل غيره، فأسلم وتزوجها أبو طلحة
ام سليم مع ابنها انس بن مالك في تربيته
ضحت هذه المؤمنة بحياتها الزوجية وبزوجها وإبنها .. ولدها الوحيد "أنس" من أجل دينها وثباتها على مبدأها ولم تتردد أو تتراجع !! قدمت إبنها هدية للرسول !! حينما قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة كانت الأنصار ومن كان فيها من المهاجرين مشغولين باستقبال النبى صلَى الله عليه وسلم فرحين مستبشرين بمقدمه صلَى الله عليه وسلم فأقبلت الأفواج لزيارته صلَى الله عليه وسلم ، فخرجت أم سليم الأنصارية من بين هذه الجموع، ومعها إبنها أنس رضى الله عنهما فقالت : «يا رسول الله إنه لم يبقَ رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفتك بتحفة، وإنى لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابنى هذا، فخذه فليخدمك ما بدا لك» فكان ولدها هذا "أنس بن مالك" الذى إشتهر بخادم رسول الله، الذى لازم الرسول وتعلم على يده وروى عنه من الحديث الكثير !
وكانت أم سليم رضي الله عنها بفطنتها وذكائها ترمي من وراء ذلك تحقيق مقاصد شرعية عظيمة منها :
* أن خدمة النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات التي يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى فأحبت أن تنال هي وأبنها رضي الله عنهما أجرا عظيما عند الله تعالى
أن يتربى ابنها أنس في بيت النبوة ليتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم*
* ثم أرادت أم سليم أن تقدم لابنها أفضل جائزة تقدمها والدة لولدها،
وذلك حين جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت أم سليم ومنه انه
دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم ، فأتته بتمر وسمن ، قال : أعيدوا سمنكم في سقائه ، وتمركم في وعائه ، فإني صائم . ثم قام إلى ناحية من البيت فصلى غير المكتوبة ، فدعا لأم سليم وأهل بيتها ، فقالت أم سليم : يا رسول الله إن لي خويصة ، قال : ما هي . قالت : خادمك أنس ، فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به ، قال : اللهم ارزقه مالا ، وولدا ، وبارك له. فإني لمن أكثر الأنصار مالا. وحدثتني ابنتي أمينة : أنه دفن لصلبي مقدم حجاج البصرة بضع وعشرون ومائة .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1982
م / ن
تحياااتي لكم