والد "تالا" يروي لـ "سبق" تفاصيل "فاجعة الأربعاء" ويؤكد: لم نسئ معاملة "كارني"
الطفلة المغدورة تالا الشهري رحمها الله خالد السليمي- سبق- ينبع: نفى والد ضحية ينبع "تالا"، خالد الشهري، في حديث خاص لـ "
سبق"،
تنازل أهل المتوفى الذي تسبب في وفاته أثناء رجوعه لمنزله لمحاولة إنقاذ
ابنته، مبدياً استعداده لكل ما يطلب منه تجاه المتوفى وابنته التي أصابها
في الحادث، كما نفى أن تكون هناك أي علاقة عاطفية ربطت الخادمة بابنته،
موضحاً أن الخادمة تعمل لديهم منذ ثلاث سنوات فقط، ولم تكن تنوي السفر.
كما أوضح أن الصور المنشورة لها مع ابنته على المواقع الإلكترونية غير صحيحة.
جاء ذلك أثناء زيارة قامت بها "
سبق" لمنزل والد "تالا"، قدمت خلالها التعازي وواستهم في مصابهم الجلل.
وقال والد الضحية في حديث خاص لـ "
سبق":
"الخادمة كارني تعمل لدينا منذ ثلاث سنوات فقط، وليس كما ذُكر أنها تعيش
معنا منذ سبع سنوات"، مضيفاً "لم نجد منها إلا الأخلاق الحسنة وطيبة النفس
والحرص على الأولاد، كما أننا أعفيناها من العمل في المطبخ، فقط للتنظيف
ورعاية الأولاد في غيابنا، وفي وجودنا كنا نساعدها، حتى في التنظيف".
وتابع: "كما أننا لم نتأخر في تسليمها رواتبها، وكنا نغدق عليها من
الهدايا التشجيعية؛ كالملابس والمبالغ التي نشجعها بها على حرصها على
أولادنا. كما أننا زودنا راتبها".
ونفى الشهري أن تكون هناك أي علاقة عاطفية بين العاملة وابنته "تالا"، كما أشيع في بعض المواقع الإلكترونية.
وأضاف أن زوجته وبناته لم يُسئن للعاملة، كما نفى الشهري أنه تبقى أسبوع
على سفرها قبل ارتكابها الحادث، موضحاً أنها "لم تنو السفر، ولم نمنعها".
وعن تفاصيل الحادثة ذكر الشهري أنه أثناء عمله بأرامكو بينبع، اتصلت به
زوجته، الأربعاء الماضي، تخبره بأنها لم تستطع الدخول للمنزل؛ لعدم وجود
مفاتيح معها، وأن الخادمة الإندونيسية و "تالا" لا يجيبان على ندائها بطرق
الباب والنوافذ.
وذكر الشهري أن أول ما تبادر لذهنه خطر الكهرباء، خاصة أن ابنته "تالا" كثيراً ما تحاول شحن جهازها "الآي بود" الذي اشترته للعب.
وأردف الشهري قائلاً: "ركبت سيارتي، وذهبت مستعجلاً من عملي إلى المنزل،
إلا أنه حصل لي بالطريق حادث، كما تعرف أخ خالد، ونتج عنه وفاة رجل وإصابة
ابنته التي ما زالت في المستشفى، وقد أبلغت زوجتي بأنه حصل لي حادث وعليهم
التصرف، فاتصلت زوجتي بالدفاع المدني، واستفزعت بالجيران الذين حضروا، فقام
رجل الدفاع المدني بكسر إحدى نوافذ المنزل، ودخل لفتح الباب، ولم يتم كسر
الباب، كما أشيع أيضاً".
وواصل: "وما إن دخلت زوجتي إلا وهي تنادي (تالا..تالا..)، وتنادي على
العاملة إلا أنهما لم يجيبا، وفوراً توجهت للدور الأول، فوجدت العاملة
متمددة بإحدى الغرف، وهي تشير بيدها لغرفة النوم، فأسرعت زوجتي للغرفة،
ووجدت (تالا) جالسة على السرير، إلا أنها تناديها ولا تجيب، ولما اقتربت
منها رأت الدم يقطر من رقبتها، فعرفت أنها متوفاة، فنزلت وأغمي عليها،
وأغمي على ابنتي (يارا) بعدما رأت منظر أمها؛ ليقينها بأن أمراً جللاً نزل
بها، وتم نقل زوجتي للمستشفى للملاحظة فقط".
وعن معرفته بوفاة ابنته "تالا" ذكر الشهري أنه بعد الحادث تم نقله
للمستشفى، وبقي تحت الملاحظة 24 ساعة، ولم يتم إدخاله العناية المركزة، كما
أشيع، وأضاف: "سألت أقاربي والزوار عن أهلي، فذكروا أن أهلي بخير، ولم
يخبروني إلا في وقت متأخر بوفاة ابنتي -رحمها الله- ورضيت بقضاء الله
وقدره".
وأوضح أن أقاربه زاروا أهل المتوفى بالمستشفى، وقدموا واجب العزاء.
وعن تنازل أهل المتوفى بالحادث ذكر الشهري أنه لم يتم ذلك، وأن ما أشيع
ليس صحيحاً، وترحم الشهري على المتوفى، سائلاً الله له الرحمة، ولابنته
الشفاء العاجل، وقال: "إنني مستعد لكل ما يطلب مني تجاه المتوفى وابنته".
ونفى الشهري أن يكون قد تعرض لأزمة نفسية، كما ذكر ذلك الناطق الإعلامي
بشرطة منطقة المدينة المنورة، وقال: "أنا بخير وعافية، وراض بقضاء الله
وقدره، ولم أتعرض لأزمة نفسية".
كما نفى الشهري صحة الصور التي تم نشرها بالمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وفيها تقف الخادمة مع ابنته.
وشكر الشهري الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة على
تعزيته لهم، وقال: "ليس مستغرباً من سموه، ومن حكومتنا الرشيدة هذا الشعور
الأبوي".
كما شكر الشهري الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بينبع، والأمير خالد بن
طلال، ورئيس شركة أرامكو، وضباط منطقة المدينة المنورة وينبع، وزملاءه في
السعودية وخارجها، وكل من واساه في مصابه.
الجدير بالذكر أن الشهري لديه أربع بنات، هن: يارا (16 سنة)، ولمى (15
سنة)، وجنى (10 سنوات)، وتالا الضحية ذات الأربع سنوات والنصف، وتعمل زوجته
معلمة للمرحلة المتوسطة بحي "العيون 1" في مدينة ينبع الصناعية.