رجال يشكون "عذاب التسوق".. وزوجات يدمرن اقتصاديات الأسرة
دعاء بهاء الدين، ريم سليمان- سبق- جدة: يزداد التسوق في فصل الصيف، ومع كثرة العروض تنجذب النساء إلى التسوق حيث شهوة الشراء بلا حدود، ويرى الكثيرون أن المرأة هي المتهم الأول في تدمير اقتصاديات الأسرة، حيث تعشق المرأة السعودية التسوق والبذخ في الإنفاق، ما يمثل عبئاً على ميزانية الأسرة، معربين عن أسفهم لعدم تخطيط الزوجة اقتصادياً من أجل المستقبل، ما قد يضطر الزوج للاقتراض من البنوك من أجل إشباع رغبات زوجته في الشراء وقد يكون مصيره السجن إذا عجز عن سداد القرض.
"سبق" تدق ناقوس الخطر وتطلق صيحة تحذير من البذخ في الإنفاق دون تخطيط وتدبير!
هوس الشراءأشتكى أحد الأزواج من زوجته قائلاً: زوجتي تنتظر العروض الصيفية لتبدأ في الشراء، حيث تسعى لشراء ما تحتاجه وما لا تحتاجه لمجرد أنه داخل العرض، دون أي تقدير للدخل الشهري لي، حيث تسعى يومياً للخروج ونتفق في المنزل على مبلغ معين للشراء حتى لا نتجاوز الميزانية المحددة إلا أنها دائماً ما تفاجئني بكم هائل من الأشياء والمستلزمات التي لا تستطيع أن تستغني عن أي منها، مستعجباً من قدرة السيدات على اللف والدوران في الأسواق لساعات في حين تشعر بالإرهاق والتعب إذا طلب منها تحضير عشاء داخل المنزل.
المحاسب محمد عبدالله قال لـ "
سبق": زوجتي تعمل مدرسة وعندها هوس الشراء بشكل مبالغ فيه، فيأتي الصيف وموسم العروض وتبدأ في الشراء، ومنذ يومين نزلنا إلى أحد المجمعات التجارية وتوقفت أمام إحدى الساعات الماس باهظة الثمن، وقالت لي إنها عليها عرض 50 % وسعرها مناسب جداً، حيث وصل سعرها إلى 25 ألف ريال وتعتبر فرصة لا يمكن أن تفوتها، وعندما رفضت لغلوها، أصرت على شرائها من حسابها الخاص، في حين أنها ترفض مساعدتي في احتياجات المنزل، وقال: جميع النساء لديهن هوس الشراء إلا أني أشعر أن زوجتي تبالغ في هذا الأمر دون النظر إلى أي متطلبات أخرى.
وتعجب خالد السعيد من قدرة زوجته العجيبة على صرف عشرات الآلاف من الريالات في أيام قليلة، قائلاً: هناك عادات غريبة وبالية توجد داخل مجتمعنا ليس لها أي أساس وتهلك اقتصاديات الأسرة، فعلى سبيل المثال: لا يمكن للمرأة أن ترتدي فستان سهرة أكثر من مرة، وفي كل حفل تشتري فستاناً بآلاف الريالات ويصبح مصيره في الخزانة، ولا يمكن ارتداؤه مرة ثانية، فمن العيب أن تراه عليها إحدى صديقاتها مرتين، وقال: المرأة الخليجية والسعودية تحديداً تعيش حالة من البذخ في كل شيء، ولا مانع من أن تشتري حقيبة يد بخمسة آلاف ريال بحجة أنها ماركة، وفي النهاية الرجل هو ضحية بذخ وتعالي النساء.
كثرة العروض من جهتها، رفضت ربة المنزل فوزية عبدالله اتهامات الرجال لهن بالبذخ، قائلة: ليست كل النساء تسعى للصرف دون النظر لإمكانيات زوجها، بالعكس هناك العديد يهملن أنفسهن في سبيل توفير المال للأزواج، خاصة عندما يكون هناك أطفال، مشيرة إلى أنها تضع ميزانية معينة لفصل الصيف على اعتبار أنه موسم شراء لكثرة العروض فيه وتحاول ألا تتجاوزها.
أما المعلمة تهاني فقالت لـ "
سبق" المرأة بطبعها محبة للشراء، وعروض الأسعار تكون لافتة ومغرية للجميع، حتى الرجل نفسه ينجذب للكثير من العروض وليست المرأة وحدها، وقالت: لا أهمية للمال إذا لم يوفر لي ما أحتاجه، ولذا لا غضاضة عندي من دفع راتبي في شراء قطعة مميزة أو فستان لافت، رافضة تماما ما يقوله البعض من أن النساء تصرف ببذخ دون النظر لاقتصاديات الأسرة، قائلة: أساعد زوجي براتبي طول العام فلا مانع من أن أحتفظ براتبي شهرين أو ثلاثة حتى أشتري ما أرغب فيه في موسم العروض الصيفية.
أحلام اليقظة ووصف المستشار الأسري عبد الرحمن القراش تسوق المرأة بالتعذيب قائلا: إنه تعذيب من نوع خاص بلا جرح أو ضرب أو إهانة تستخدمه بعض النساء مع أزواجهن، معتبرا التسوق أجمل متع الحياة للمرأة،وقال: إن المرأة لا تشعر بالتعب أو الملل من التسوق، فهي لا تترك محلا دون زيارة أو نظرة سريعة، ولا زاوية يوجد بها تخفيضات إلا وأطلت عليها حتى لو لم تشتر شيئا، فيكفيها فقط أنها متّعت ناظريها بتلك الفساتين والموديلات وعاشت معها أحلام اليقظة، ورأى انه إذا كان لدى المرأة نية في الشراء، فإن عدد الساعات الافتراضية للتسوق لا تقل عن خمس إلى ست ساعات، من المشي المتواصل والقياسات وتناول الذرة والفشار، ثم تجتمع بصديقاتها وقريباتها في قسم العائلات ؛ لاستعراض ما تم شراؤه والتحاسد فيما بينهن ثم العشاء، وترفيه الأطفال إن تكرمت بأخذهم معها.
مشكلات زوجية وقال القراش: إن الأسواق لم تعد هذه الأيام مكاناً للتسوق فقط، بل أصبحت مكان تجمع عائلي للترفية والمسامرة نهاية الأسبوع، لذا نجد أن أغلب الأسواق تعج بالعائلات، مبدياً استياءه من بعض السيدات، وقال: بعضهن -هداهن الله- أصبح السوق لديهن موضة فقط، فلا مانع أن تترك الأبناء مع الخادمة أو عند إحدى قريباتها أو مع والدهم، حتى تتفرغ للتسوق والفرفرة لوحدها. ولفت أن بعض النساء تستعرض لنفسها بملابس فاتنة سواء للإغواء أو للاستغواء، واهمةً حالها بثقة مزيفة مبررة أن البيت خانق، وهي جاءت للترفيه عن نفسها وللقاء صديقاتها.
ورفض سلوك بعض الرجال قائلاً: هناك من يدخل مع عائلته السوق ثم يرمي الزوجة والأبناء، ليطلق ساقيه للريح فيطوف في السوق على رأسه قبل قدميه مقلّباً عينيه في الأعراض محتكّا أو متحرشاّ بلا رقيب أو حسيب، محذراً من عواقب ذلك على الثقة والعشرة بين الزوجين واستقامة الأسرة، وما ينجم عنه من مشكلات زوجية، كما رفض إلقاء المسؤولية من قبل أحد الزوجين على الآخر ليتسوق وحده، بحجة عدم إزعاج الآخر، ورأى أن التسوق شيء رائع مع العائلة والالتقاء بالأقارب أو الأصدقاء فيه يضفي شعوراً جميلاً، وتمنى رؤية كل رجل يمسك يد زوجته بحنان في السوق.
اقتصاد الأسرة ورأى الكاتب إبراهيم نسيب أن نسبة الزوجات السعوديات اللاتي يرهقن أزواجهن تبلغ 90%، قائلاً: إن المرأة السعودية تعشق التسوق وتبذر في الإنفاق، وتمثل عبئاً على ميزانية الأسرة، مبديا أسفه لعدم تخطيط الزوجة اقتصاديا من اجل المستقبل، وقال: للأسف معظم السعوديات العاملات يقترضن من البنوك نتيجة للبذخ في الإنفاق، ولفت أن هذا يدمر اقتصاد الأسرة، وقد يقترض الزوج من البنوك لإشباع رغبة زوجته الجامحة في الشراء، وقد يكون مصيره السجن إذا عجز عن سداد القرض.
وانتقد نسيب الزوج الذي يعاكس الفتيات في الأسواق قائلاً: إنه خلل نفسي في سلوك الرجل، ويجب على الزوج أن يحترم ذاته وزوجته في كل زمان ومكان، رافضاً تبرير هذا السلوك، وقال: لا يوجد مبرر لسلوك هذا الزوج سواء كان الملل أو الانتقام من زوجته، وتمنى أن يصبح التسوق رحلة ممتعة للزوجين لتبادل الآراء، قائلاً: يجب أن يحدد الزوجان برنامجاً للشراء وفق خطة اقتصادية معينة يتفقان عليها مسبقاً، حتى لا يكون التسوق عذاباً للطرفين ويدمر ميزانية الأسرة.
منتجات استهلاكية من جانبه وصف عضو جمعية الاقتصاد السعودية عصام خليفة الأسرة السعودية بالاستهلاكية قائلا: إنها تبالغ في الإنفاق أكثر من اهتمامها بالادخار والاستثمار، لافتا أن نسبة استهلاكها تتضاعف في فصل الصيف والأجازات، وقال: للأسف تصبح مصروفات الصيف عبئا على كاهل ميزانية الأسرة، وكثير ما تقترض بعض الأسر لتلبية احتياجاتها الاستهلاكية في الصيف، ووصف فصل الصيف بـ"المصيدة "قائلا: إنه يلتهم ميزانية الأسرة، نظراً لكثرة حفلات الزواج، وموسم الأجازات، مبدياً تعاطفه مع رب الأسرة، وقال: إنه يتعرض لإرهاق مادي يسبب له ضغوطا نفسية، وقد يصل به الأمر للسجن إذا عجز عن تسديد ديونه.
وانتقد خليفة بذخ المرأة السعودية قائلا: إنها تنفق أضعاف راتبها لشراء منتجات استهلاكية لا تستفيد منها الأسرة، بل تصبح عبئاً عليها، مؤكداً أن كثير من النساء يعشقن المظاهر الاجتماعية، ويغضضن الطرف عن راتب الزوج، ولفت أن 80% من النساء غير واعيات بكيفية الإنفاق الصحيح وفقا للميزانية، وهذا لا يضر بالأسرة فقط بل يؤثر على اقتصاد الدولة، متحدياً وجود امرأة عاملة غير مقترضة، وقال: إن المرأة العاملة تحب المظاهر، وتنفق ببذخ أكثر من ربة البيت، ولا تفكر في استثمار راتبها بشكل صحيح.
رغبات شخصية وقال: من خلال مشاهداتي اليومية لاحظت أن أكثر النساء يحصلن على قروض من البنك أو عن طريق بطاقات الائتمان، وقد تستدين من صديقاتها إشباعاً لرغباتها الشخصية في اقتناء أحدث الموديلات أو تجديد ديكور البيت، أو شراء أثاث جديد، واصفا هذه الأشياء بالكماليات التي يمكن أن تستغني عنها المرأة، وقال: إنها تقلد صديقتها في شراء احدث موديلات الملابس والجوالات، وتفتخر بها، وأرجع ذلك لقلة الوعي في الإنفاق، عدم التخطيط للميزانية، وحذر في ختام حديثه المرأة من النمط الاستهلاكي قائلا: هناك نساء كثيرات تم إيقافهن في الحقوق المدنية لأنهن لم يسددن القروض، ويصبح مستقبلهن في مهب الريح.