نبض القلب بالحب واحساسه

الحب الحقيقي لا يوجد أي شروط مسبقة
أنا أحبك وأرعاك لأنني قد أخترت أن أحبك وأرعاك
ولا أريد أي شيء في المقابل ولا أتوقع أي شيء
فقراري بتكريس نفسي من أجلك غير مقيد
وإنني لا أفعل ذلك لتحقيق أهداف في المقابل
إنني أحب وأتفانى لأنني قررت أن أحب وأتفانى
هذا هو مفهوم الحب الحقيقي

أن القرار بالتفاني هو تضحية بالنفس
والمتعة في الحب تتحقق بأن نحب ونسعد بأحاسيسنا ومشاعرنا
وسعادة الحب تجلب لنا هذه المشاعر في المقابل
وسأظل أعطي وأعطي بلا نهاية ولا حدود
كي أظل أعيش سعيداً هانئاً
والمحب حين يفعل نفس الشيءأي يعطي كل ذاته وكل وجوده
يكتشف حينئذٍ أنه يأخذ كثيراً بالرغم من أنه لا يريد ذلك
لقد قرر أن يعطي كل شيء
فإذا به يأخذ كل شيء
يعطي كل نفسه
فإذا به يجد أن محبوبه يمنحه نفسه
يعطي كل وجوده
فإذا به يجد محبوبه يتنازل عن كل وجوده من أجله
إنه عطاء الحب اللا محدود

العطاء هنا هو عطاء الذات
عطاء النفس
عطاء الوجود
وهو اثمن من أي عطاء مادي
وأي عطاء مادي مهما عظم لا يوازي ذرة من العطاء النفسي الذي يمنحه المحب لمحبوبه
ولهذا فالإنسان لا يستطيع بمال الدنيا كله أن يحصل على ذرة اهتمام من إنسان آخر
إن الثراء النفسي هو مايهم علاقة الحب
المحب يدرك مدى الثراء النفسي الذي يتمتع به محبوبه
وأبداً لا ينظر إلى ما يملكه من مال وأشياء
لأن المال والأشياء لا تزيد مكانة المحب عند محبوبه
إذا كان الحب حقيقياً والعطاء نابعاً من إرادة الإنسان الحر
والحب هو التعبير الحقيقي عن قمة الحرية التي تمتع بها الانسان
ولهذا فإن الإنسان حين يحب وحين يعطي يشعر بحريته الحقيقية
ويشعر بلأنا في أوج صدقها وقوتهاوجمالها وإبداعها
إذا في الحب تحقيق للذات وتأكيد لحريتها من خلال الرعاية والعطاء والتضحية والالتزام بالطرف الآخر

العطاء يحقق المتعة الحقيقة في الحب
والعطاء أكثر إمتاعاً من الأخذ
وهو عطاء مبني على الإدراك الواعي للقيمة النفسية الحقيقة للطرف الآخر
قيمة عليا سامية متفردة
جديرة بأن تكون مسؤولاً عنها قيمة جديرة بالإحترام
الاحترام لكيانها
المتفرد بماهيتها لحريتها
وهو لأنه سام ورفيع وحر فإنه اختارني بمحض إرادته
اختارني لأنني أنا
" أنا" كقيمة سامية رفيعة منفردة
أختارني بملء إرادته وكل حريته
واختار أن يعطي ذاته ووجوده
اختار أن يضحي من أجلي
وأن يتفانى في سبيل سعادتي ووجودي
إنها المشاعر التي يشعر بها المحبوب تجاه حبيبه

لا يحضى بالحب إلا من يستحق الحب
ومن هو مؤهل للحب
إنها النفس الطيبة الخيّرة الثرية المعطاء
الخالية من الكبرياء والغرور والأنانية والنرجسية
وكل محب يستطيع بسهولة أن يتعرف على محبوبه
وأن ينفذ إلى جوهره
وأن يرى طاقات النور المنبعثة من صميمه
إنها القدرة على النفاذ التي يتمتع بها المحبون
والقدرة على الإكتشاف
القدرة على المعرفة
إنه الإلهام والحدس والمقدرة الخاصة
إنها الشفافية والبراءة والطهارة
إن هذا هو أنا وهذا هو أنت
لذا التقينا وتحاببنا منذ اللحظةالاولى بل ومن قبل ذلك
وسيظل هذا طوال عمري وعمرك
وهذا هو أعظم دليل على مصداقية حبنا
أنت الوفاء انت السنين أنت المستقبل
أنت العمر بأكمله وكل ما هو آت

إنها ليست كلمات بل حقيقة الحب الحقيقي

التفاني تراه في الحنان والمودة والرحمة والكرم
وتلك مفردات المشاعر التي يشعرها المحب نحو محبوبه
وتلك هي الاحتياجات النفسية التي يتوقعها المحبوب من حبيبه
والتي تحقق له إشباعاً ورضاءً
وتلك هي الواحة الجميلة الوارقة التي يستضل بها المحبون
تلك هي المشاعر الرقيقة التي لا ينعم بها إلا المحبون
ولهذا فالمحب يفيض حناناً ورقة ورحمة ومودة وسخاءً نحو محبوبة
وهذه المودة قمة الحنان والرحمة والمودة والكرم
لا تعلوها قمم أخرى

مشاعر المحبون متبادلة
فإن ثمة وحدة تجمع بين المحب ومحبوبه تشملهما معاً وتمزجهما
وهذا أمر لا يدركه إلا المحبون
فهما في قمة ذوبان كل منهما في الآخر يشعران بتفردهما
بل إن كل منهما لا يشعر بأنه ذات مفردة أصيلة قوية متميزة إلا في إطار هذا الامتزاج والتمازج
إنه الامتزاج الذي يعطي لكل طرف الإحساس الكامل بالاستقلالية
وربما يرجع ذلك الى أن الرجل لا يشعر برجولته الحقة إلا من خلال المرأة التي يحبها وتحبه
انه يحبها بكل أنوثتها ومن خلال رجولته
وهي أحبته بكل أنوثتها
ومن خلال رجولته . هي أحبت رجولته وأحب هوأنوثتها
وامتزجا كروحين مما أتاح لأنوثتها ولرجولته أن يظهرا بوضوح على خلفية هذا الامتزاج الروحي العميق
إنها حقيقة الحب الحقيقي

المحبون وما يشعرون به من الحب
هو يراها أبدع أنثى خلقها الله
وهي تراه أبدع رجل خلقه الله
هي أعظم نموذج للأنثى
وهو أعظم نوذج للرجل
هي أقرب أنثى إلى قلبه وعقله وإحساسه
وهو أقرب رجل إلى قلبها وعقلها وإحساسها
ولهذا يتحقق بينهما أقصى درجة من الانجذاب بين الذكر والأنثى
حتى يستحيلا كياناً واحداً يشعران فيه بقمة التمايز الأنثوي والذكري
ينشدان كل الوقت الالتصاق الكامل حتى الذوبان وإن باعدت بينهما بلاد وبلاد ومسافات ومسافات
ولهذا فالحنين دائم والشوق مستمر
والحنين للاقتراب والشوق للذوبان دائم كل منهما يعيش أخيلة وأحلام الذوبان وتلك هي السعادة والنشوى التي يحققها الحب الحقيقي

الابتعاد يسبب ألما قاسياً
لذا يموت الحبيب ولا يبتعد عن حبيبه
ولا يتخيل الحياة بعيداً عنه
لا يتحمل أن يتوقف عن عطائه النفسي لحبيبه
ولا يدري حينئذ ماذا يفعل بحنانه الذي يملأ قلبه ووجدانه
أكثر ما يخشاه هو الموت
فهو الوحيد القادر على أن يبعده عن حبيبه للأبد وبدون رجعة
فالمحب يتعلق بوجود محبوبه ولا يتصور أن تكون له حياة من بعده
يتصور أن حياته معلقة بحياته
بل الكون كله معلق بوجود المحبوب إذ يصبح المحبوب هو مركز الكون
ولذا فهو يحبه بلا شروط بلا مقابل
يكفي وجوده
مجرد وجوده
وهو يحتاج وجوده
يحتاج لأنه يحبه وليس يحبه لأنه يحتاجه
إنها حقيقة الحب الحقيقي

الحب الغير مشروط هو أقرب إلى حب الأم لطفلها
وحين يدرك المحبون تلك المشاعر العميقة السامية التي يكنها له حبيبه فإنه يشعر أنه على أعلى قمة في العالم
ملك الملوك الوحيد
إذ ليس أروع من أن يشعر الإنسان أنه محبوب لذاته
محبوب لوجوده
محبوب لكونه هو وليس لما يتمتع به من مزايا
ليس لأنه ثري أو جميل
محبوب دون أن يبذل مجهوداً
ودون أن يسعى هو لذلك
حباً حقيقياً وليس إعجاباً
إذا شعرت أنك تحب إنساناً لما يتمتع به من مزايا فأنت لا تحبه
بل تحب مزاياه وتعجب به فإذا زالت عنه هذه المزايا فإنك تفقد مشاعرك نحوه
أما في الحب الحقيقي فأنت ترى حبيبك كحقيقة كلية شاملة
هناك شمولية في الحب الحقيقي
من خلال هذه الحقيقة الكلية الشاملة ترى في حبيبك ما لا يراه كل الناس
تراه كمخلوق أصيل فريد لا مثيل له
لا يضاهيه أحد ولا يشبهه أحد
عجائب الحب الحقيقي

الحب الحقيقي معناه أن تكون لك القدرة العجيبة على النفاذ إلى داخل هذا الإنسان لترى سحره وكماله وجماله ونقاءه وبراءته وطهارته وأن تتعرف على إمكانياته الحقيقة التي سوف تتيح له من خلالك أن يسمو ويصبح مثلاً أعلى
أنت الوحيد الذي ترى أنه مؤهل لهذه المكانة العالية السامية الرفيعة
ولهذا فأنت تراه أجمل خلق الله
ولهذا لا يعجبك أحد غيره
ولا يهز إنسان آخر شعرة في جسدك
ولا يحرك لك وجداناً
ولا يثير لك فكراً
حقاً انه الحب الحقيقي الساحر
يصبح كل الناس عديمي التأثير
هو وحده فقط الذي استثار لديك كل المشاعر وكل الافكار وكل الأحاسيس وكل الحواس
وهو الوحيد الذي يحرك جسدك إذ يكتسب جلدك حصانة ضد أي لمس من إنسان آخر
ولا يتحرك أي نبض إلا من خلاله
تموت النبضات إذا حاول آخر أن يثيرها
أو إذا حاول الشيطان أن يدفعك بعيداً عنه في لحظة ضعف
وسرعان ما تفيق وتفزع وتهرع وتبتعد وتكتئب وتعاقب نفسك حتى الموت
يالها من لوعةوروعة في آن واحد

لا توجد شكوك مع الحب الصادق
توجد الغيرة فقط
الشك معناه أنك لا تحب حبَّاً صادقاً
الشك والحب الصادق لا يجتمعان
فقط تغير الى حد القلق الشديد
إنها الغيرة على الحب لأن الحب هو أثمن ما لديك في الوجود
وإذا احاطت بك ظروف ضارية تدفعك دفعاً الى الشك حتى الجنون فإنه يظل داخلك جزء يرفض
جزء يؤكد طهارة وبراءة من تحب
جزء من داخلك يدافع ويناضل حتى الموت وفي النهاية ينتصر هذا الجزء وتعلوا راية النقاء فوق هامة الحب الصافي والصادق الذي يظللكما
لا ينهزم الحب الصادق أمام الشيطان وذلك لسبب بسيط هو انك تعرف حقيقة أمره
أنت الوحيد الذي تعرف خبايا نفسه
أنت الوحيد الذي تعرف ماوراء سلوكه الظاهر
أنت العين التي أستطاعت أن تصل إلى أعمق عمق فيه
فأنت الوحيد القادر على معرفة درجة نقائه وطهارته

الحب الصادق يمثل قمة السعادة
أقصى متعة روحية
تتحقق من خلاله أقصى متعة جنسية
اي شيءآخر في الوجود يبدو تافهاً باهتاً محدداً ضئيلاً أمام الحب
المحبون يدركون ذلك بغريزتهم وفطرتهم وحدسهم المباشر وحدسهم الداخلي .
فالحبيب يراعي حبيبه ويحافظ عليه ويعطيه ويتفانى ويضحي من أجله ويتحمل كل مسؤولياته
ان الخير على هذه الأرض مصدره الوحيد هو الحب
نعم الحب الذي ندعو إليه مهما كانت الظروف ومهما كانت المتغيرات

» كلماات من القلب
» كلمات من القلب ....
» إعـــــتذار من القلب
» القلب لعيون الغلا
» التفاؤل دواء القلب