[b][b][b]منذ أن أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ابن عبدالعزيز ببناء عشرة آلاف وحدة سكنية, وأبناء الحرث(( النازحين)) مابين فرح ومستاء, ليسو مستائين من الإسكانات الخيرية كسكن دائم ولكنهم مستائين عندما يقرر أن تبنى الإسكانات الخيرية خارج حدود محافظة الحرث.
إن أبناء الحرث يعلمون أن كل أرض في مملكتنا الحبيبة هي أرضهم كما هي الحرث ويحبونها ولكن فراق الأرض هو الأمر العضال, وسأستشهد بما قاله رسولنا الكريم محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم عن مكه المكرمة, الأرض التي عاش فيها حينما قال " والله إنك لخير أرض الله ، وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت". فطبيعة الإنسان أن يحب أن يعيش في الأرض التي عاش فيها وترعرع.
أرض الحرث واسعة كما يرددون أهالي الحرث في منتدياتهم و في مقالاتهم وبأشعارهم الشعبية المتأصلة من قديم الزمن أن "حرثنا تحتوينا". وهم يعنون بذلك أن هناك أراضي داخل حدود المحافظة واسعة وكبيرة وقادرة على احتواء الإسكانات الخيرية كأرض شمال المعطن وهي كبيرة جدا وبعيدة عن خط النار الحدودي وايضا أرض أخرى تقع في منطقة أم الشيح.
لست داعيا هنا للقبلية ولكن هناك أمر ما قد يغفل عنه الجميع وهو الموروث والعادات والتقاليد و لإبقاء حضارة امتزجت بالتراث الشعبي الأصيل فيجب أن تكون هناك خطط مدروسة لرسم نتائج مستقبلية إيجابية بعيدة عن إندثار التراث الشعبي و الربط بينها وبين العلاقة الإجتماعية العامة وماهية الأرض التي ستقام عليها هذه الإسكانات.
إذا تجولت في منتديات المحافظة ستجد معظم أبناء الحرث ينادون بأن تكون الإسكانات الخيرية في داخل حدود المحافظة وهذا الشئ قد يكون أمر مساعد على تخفيف حدة ألم فراق منازلهم وتخفيف الآثار النفسية السلبية. أيضا من الأمور الهامة التي يجب مراعاتها في إختيار الإسكانات الخيرية هو وجود علاقة محببة بين من يسكن أصلا حول هذه الإسكانات ومن سيسكن في الاسكانات. دعونا نقول الواقع لكي نتجنب مالا يحمد عقباه. فالتباغض والتنافر بين مجتمعين متنافرين ((قديما)) سيولد جرائم في ظل غياب الوعي الإجتماعي.
كما أعلن في هذه الصحيفة بأن الروان بمحافظة العارضة والحصمة ورمادا بمحافظة أحد المسارحة والخارش والسهي بمحافظة صامطة هي الاماكن التي ستحتضن أبناء الحرث. فأين أرض الحرث من أبنائها؟؟؟؟؟
وأنا لست إلا ناقلا لمشاعر أبناء الحرث والحديث الدائر على ألسنتهم.من سينقذ موروثاتنا الشعبية ومن سيراعي تراثنا وتقاليدنا ومن سيكون المسئول عن اختفاء عاداتنا في المستقبل القريب تعتبر من ضمن الأسئلة التي يرددونها.
أتمنى من كل قارئ أن يفهم هذا المقال كقضية حضارية وليست قضية عصبية قبلية, فلن يقبل أي شعب في العالم أن يلغى موروثة التراثي