عاد الينا شبح العشرة كيلو متر بعد ان اختفى مع انتصار افراد جيشنا وتكليف لجان لحصر المنازل المتضررة وتحديد اماكن الامان واماكن الخطر وما سمعناه من اخبار مفرحة بأن اغلب القرى سوف تعود بما فيها العاصمة الادارية محافظة الخوبة امتدادا الى الخشل ومايليها الى العارضة وفرحنا وجافانا النوم من كثر الفرحه واخيرا سوف نرتمي في احضان محبوبتنا الخوبة ولاكن للاسف ففي اليومين الماضيين سمعنا بأن كبار المسؤلين لم يوافقو على اقتراح اللجنه وحددوا الحدود الى ماوراء العشرة كيلو متر للحفاظ على امن المواطنين وحماية الحدود ......
للاسف اصبحت الاخبار تتلاعب بمشاعرنا كما يتلاعب الطفل بأرجوحته فاخبار تفرحنا وترفع معنوياتنا الى اقصى حد واخبار تحزننا وترجعنا الى الخلف للعيش من جديد بجو الحزن والكآبة وشبح العشرة كيلو الذي بات يلازم الصغير والكبير والذي أرقنا في نومنا وسلب الابتسامة من على شفاهنا....
كل الاحترام والتقدير لرأي المسؤلين ولاكن ياسيدي المسئول لوسألت احد النازحين وقلت له سوف اعطيك فيلا وسيارة اخر موديل ومليون ريال هل ستستغني عن الحرث ؟ اتعلم ماذا سيكون رده سيقول اهدم بيتي وابني لي عشة واعدني الي الحرث وسأكون اسعد الناس ....
فحب اهل الحرث الى ارضهم كحب ارض الحرث لاهلها فلا يستغني احد عن الاخر وهذا الحب فطره فطر الله بها الانسان وهي حب المكان الذي ولد وعاش فيه فكما نحن نبكي على فراق ارضنا اكاد اجزم بان الارض الان تبكي علينا لما يربطنا بها من حب ومن عشرة اجيال ورى اجيال والحب يزيد كل يوم عن سابقة ....
سيدي المسئول انتم الاب الحاني وانتم اليد الحنونه التي تمتد بالحب والحنان الى ابنائكم نحن اهالي محافظة الحرث قتلنا الشوق والحنين كبار السن اصابهم المرض من الم الفراق واصبحوا في عزله عن الناس والآباء ترى على وجوههم كل الحزن والاسى والابناء يصرخون متى العوده الى مدارسنا ومزارعنا التي اشتقنا اليها كثيرا الا يستحقون لمسة اب حنون كما عهدناه منكم ولملمت جراحهم وجمعهم بمن احبوها واحبتهم حتى تعود البسمة لهم فوالله لو عاشوا في قصور فلن يرتاحوا ولن يتأقلمو مع الحياة التي ستفرض عليهم بعيدا عن محبوبتهم فسيظل الحنين والشوق يقتلهم الى ملاقاة ربهم