--------------------------------------------------------------------------------
الخوبة .. مدينة من مطر .. تغريدة كروان هائمة .. لوحة تستعصي على الوصف .. ذكرياتها تحرن في القلب .. تجتاز كل مدى ..القرى المتناثرة حوله تختزل حكايات الجمال .. ترقص كعروس في ليلة زفافها .. سوقها الاسبوعي ما يزال يرن في صدى الأزمنة .. يختزن التراث الغني لمنطقة تتوشح بالعطر .. ( سوق الخميس ) هل يذكر احد هذا الإسم جيدا دون ان تمر أمام عينيه رؤى الماضي وتنهداته الباسقة ؟؟؟
في الصباحات البكر ينتشر اريج البن الخولاني المسافر في أثير الطل .. يهب الجميع إلى اعمالهم .. والعيون التي اكتحلت بنوم هانيء تبحث عن امنية سوف تأتي ..
يأرج السوق بالجميع .. تتلاقى الأوجه الغائبة .. والأيدي .. وتمتزج اللهجات .. تتقابل العيون .. والزمان كأنه يعزف سيمفونية فرح لسوق تراثي أصيل ..مكتظ بالسحنات .. وبالحياة
تستطيع الوصول إلى أغصان الجمال .. توجه إلى وسط السوق .. ليزفك الفل صوب محطات السعادة .. غابة من الأشجار العطرية توزع بكرم شذاها في الزوايا وكأنها تقبّــل خد الأعراس .. فل .. كاذي وبعيثران .. ياسمين .. يا لهذا الترف الشاسع .. يا لهذا الشذى السحري الذي يعابث الروح بالشجى ويغرد على أغصان القلب..
بمقربة من ركن الأشجار العطرية تقف كعاشق قديم .. تبث شجاك للغزلان والريم .. وتهدي صحوة قلبك للصقور .. وتناغي بعزف القلب صوت الهديل الناعم .. مزايا السوق باسقة حد الترف .. شجية حد البكاء .. فرائحية حد الجنون .. هكذا كان سوق الخوبة فيما مضى ..
اااااااااااااااه .. كيف لي ان امسك بتلابيب التاريخ واسأله : لم أشرف السوق على الإندثار ؟؟؟!!
فيا ابناء المنطقة حافظور رجاء على هذا التراث .. وابحثوا وراء الأسباب الكامنة وراء تقهقره
فاصلة أخيرة : أقول للزهور للشذى ..
أواه يا شذى .. تغرب الرفاق ..
ونام من اسفاره الفؤاد .. على طريق المنحنى ..
اوااااااااااااااااااااااااااااااااااااه يا شذى
منقووووووووووووووووول