مرض الحبيب "صلى الله عليه وسلم" ووفاته

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحقيقه مهما اكتملت فلن اوفي اي شي في حق الحبيب صلى الله عليه وسلم
قراءت كتاب لشيخنا الجليل ابو بكر بن جابر الجزائري الواعظ بالمسجد النبوي الشريف بعنوان
هذا الحبيب "محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم "يامحب

فتاثرت بموضوع مرض الحبيب صلى الله عليه وسلم ووفاته.... وحبيت اكتبه لكم ..


بدايه مرضه صلى الله عليه وسلم
في اوائل شهر ربيع الاول وفي يوم الاربعاء بالذات بدا وجع الحبيب صلى الله عليه وسلم فاصابه صداع وحمى
وقبل هذه البدايه المؤلمه ببعض الايام خطب صلى الله عليه وسلم الناس فنعى اليهم نفسه وهم لايشعرون اذ صعد المنبر
فحمد الله تعالى واثنى عليه وقال(إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ماعنده فاختار ذلك العبد ماعند الله)فبكى ابو بكر
فعجب الناس من بكائه لانه فهم ان المخير هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم
(ان من امن الناس علي في صحبته وماله ابابكر خليلا ولكن اخوة الاسلام ومودته لايقين في المسجد باب الا باب ابي بكر)
وفي جوف الليل يوقظ رسول صلى الله عليه وسلم مولاه ابا مويهبه ويقول(ياابا مويهبه اني قد امرت ان استغفر لاهل البقيع فانطلق معي)
فلما وقف بين اظهرهم قال:السلام عليكم يااهل المقابرليهنئكم مااصبحتم فيه بما اصبح الناس فيه .اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم
يتبع اولها اخرها.الاخره شر من الاولى) ثم اقبل على ابي مويهبه وقال (ياابا مويهبه اني قد اوتيت مفاتح خزائن الدنيا
والخلد فيها ثم الجنه فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنه )فقال له ابو مويهبه بابي انت وامي فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها والجنه
فقال(لاوالله ياابامويهبه لقداخترت لقاء ربي والجنه )ثم استغفر صلى الله عليه وسلم لاهل البقيع ثم انصرف.فبدا برسول
الله وجعه الذي قبض فيه اذا دخل على عائشه بعد رجوعه من البقيع فوجدها تشكو صداعا وتقول واراساه فقال (بلى انا والله ياعائشه)
واراساه)ثم قال لها (وماضرك لو مت قبلي فقمت اليك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك )فقالت عائشه والله لكانى بك لو قد فعلت
ذلك لقد رجعت الى بيتي فاعرست فيه ببعض نسائك .قالت عائشه رضي الله عنها فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتتام به وجعه وهو يدور على نسائه فستاذنهن ان يمرض في بيتي فأذن له

في بيت عائشه

وبعد أن أذن له أمهات المؤمنين في أن يمرض في بيت عائشه رضي الله عنها
خرج صلى الله عليه وسلم يمشي بين رجلين من اهله هما العباس وعلي وهو عاصب راسه تخطو قدماه
حتى دخل بيت عائشه رضى الله عنها ثم حمي صلى الله عليه وسلم
وأشتد به الوجع فقال (هريقو على سبع قربا من ماء حتى أخرج الى الناس فأعهد اليهم)
قالت عائشه فأقعدناه في مخضب لحفصه بنت عمر ثم صب عليه الماء حتى طفق يقول(حسبكم حسبكم)
ثم خرج الى الناس فصلى بهم وخطبهم ثم أزداد مرضه فقال (مرو أبا بكر فليصلى بالناس)
فقالت عائشه ان أبا بكر أذا قام مقامك لا يسمع الناس من البكاء
فمر عمر فليصلي بالناس وكررت عليه عائشه القول وكرر الاجابه
حتى قالت عائشه لحفصه قولي له ان ابا بكر أذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء
فمر عمر فليصلي بالناس
فقالت له فقال صلى الله عليه وسلم(مه أنكن لأنتن صواحب يوسف مرو ابا بكر فليصلي بالناس)
فقام أبو بكر يصلي بالناس فوجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفه فخرج بين رجلين العباس وعلي لصلاه الظهر
فلماء راه ابو بكر ذهب ليتأخر فأوما إليه ألا يتأخر وقال للرجلين(أجلساني الى جنبه)
فأجلساه الي جنب ابي كر فكان أبو بكر يصلى وهو قائم بصلاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد والناس يصلون بصلاه أبي بكر
وفي مرضه هذا قال لعائشه(مازلت اجد ألم الطعام الذي اكلت بخيبر فهذا أوان وجدت أنقطاع أبهرى من ذلك السم)
ولما كان يوم الخميس وقبل وفاته صلى الله عليه وسلم بأربع ليالي أجتمع عنده ناس من اصحابه فقال (أئتوني بكتف ودواه أكتب لكم كتابا لن تضلو بعده ابد)
فتنازعوا عنده وأخذو يردون عليه فقال (دعوني في الذي انافيه خير مما تدعون اليه )
واوصاهم بثلاث فقال(أخرجوا المشركين من جزيرة العرب واجيزوا الوفود بنحو ماكنت اجيزهم) وسكت عن الثالثه
ولما كان يوم الاثنين الذي قبض فيه صلى الله عليه وسلم والناس في صلاه الصبح وأبو بكر يصلى بالناس
لم يفاجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكشف ستر حجرة عائشه فينظر إليهم وهم صفوف في الصلاه
ثم تبسم يضحك فنكص ابو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد ان يخرج الى الصلاه
وهم الناس ان يفتنوا في صلاتهم فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم
فأشار اليهم بيده أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجره وارخى الستار وانصرف الناس وهم يرون ان النبي صلى الله عليه وسلم قد افاق من وجعه
ودخل عبدالرحمن بن ابي بكر وفي يده سواك وانا مستنده رسول الله الى صدري فرأيته ينظر إليه فعرفت انه يحب السواك
فقلت أخذه لك؟ فأشار ان نعم فتناولته فاشتد عليه فقالت الينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم فليتنته بأمره فاستن به وهو مستند إلى صدرى
وبين يديه ركوه ماء فجعل يدخل يده فى الماء فيمسح بها وجهه ويقول(لا إله إلا الله أن للموت لسكرات) وأخر كلمه قالها (اللهم الرفيق الاعلى)
ومن سفه وحداثه سنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض في حجري ثم وضعت راسه على وساده وقمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهي
وكانت تقول رضى الله عنها أن من نعم الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحرى
وان الله جمع بين ريقي وريقه انا لينت له السواك فستاك به
وتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الاول
من السنه الحاديه عشر من الهجره المباركه وفي مثل الوقت الذي دخل فيه المدينه
فيوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع ولد فيه وأوحي إليه فيه ووصل دار الهجره فيه
وتوفي فيه ولذا كانا يصومه صلى الله عليه وسلم ويقول(يوم الاثنين ولدت فيه وأوحي إلي فيه)

اشتداد الكرب وكمال الصديق

وما ان علم الناس بوفات الرسول صلى الله عليه وسلم حتى طاشت عقولهم وعمتهم الحيرة وأقعدتهم الدهشه واظلمت الحياه في وجوههم
فدخل ابو بكر على رسول الله فوجده مسجى في ثوب حبره فكشف عن وجهه وقبله وبكى
ثم قال بأبي انت وامي طبت حيا وميتا والذي نفسى بيده لا يذيقك الله الموتتين ابد ثم خرج فحمد الله واثني عليه وقال اما بعد
فمن كان يعبد محمدا فأن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فأن الله حى لا يموت
قال عز وجل (انك ميت وانهم ميتون)
وقال(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل افئن مات او قتل انقلبتهم على اعقابكم)
فنشج الناس يبكون قال ابن عباس : والله لكأن الناس لم يعلموا ان الله انزل هذه الايه حتى تلاها ابو بكر
فتلقاها الناس منه كلهم فما اسمع بشر من الناس إلا يتلوها

غسل الحبيب وكفنه ودفنه

ولما فرغ الصديق وفرغ الاصحاب من البيعه بويع لابي بكر اصديق بالخلافه واقبلوا على تجهيز الحبيب صلى الله عليه وسلم
فتولوا غسله ال البيت وهم على بن ابي طالب والعباس بن عبد المطلب والفضل وقثم ابناء العباس واسامه بن زيد
وشقران يصبان الماء وعلي يغسله بيده فوق ثيابه فلم يفضى بيده إلى جسده الطاهر قط فلم يرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم مايرى من الميت
وكان علي يغسله ويقول بابي انت وامي مااطيبك حيا وميتا
وكفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث اثواب ثوبيين صحاريين وبرد حبره ادرج فيه ادراجا
ومن ايات نبوته صلى الله عليه وسلم انهم اختلفوا هل يغسلونه كما يغسل الرجال بأن يجرد من ثوبه
فأخذهم النوم وهم كذلك واذا بهاتف يقول غسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه ففعلوا
ولما اردوا دفنه اختلفوا في موضع دفنه فجاء ابو بكر رضى الله عنه وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ماقبض نبى إلا دفن حيث قبض) فرفع فراشه صلى الله عليه وسلم وحفر في موضعه وذلك بأن حفر له ابو طلع الانصاري لحد
ثم دخل الناس ارسال يصلون عليه فرادى الرجال ثم النساء ثم الصبيان
ولما فرغوا من الصلاه عليه دفن صلى الله عليه وسلم ليله الاربعاء
وكان الذي نزله في قبره علي بن ابي طالب والفضل وقثم ابنا العباس وشقران
وأثناء ذلك قال اوس بن حولي الانصاري لعلي انشدك الله وحظا من رسول الله صلى الله عليه وسلم
اي ان تأذن لي في النزول إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن له بنزول بالقبر معه
فنزل وسووا عليه التراب فرفعوا مقدار شبر عن الارض
وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمره 63 سنه
ولم يخلف من متاع الدنيا دينارا ولا درهم
فصلى الله عليه وسلم يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا

اللهم صلي على نبنا محمد وعلى اله وصحبه اللهم ارزقنا شفاعته في الاخره وجواره في الجنه

الف شكر على تشريفك ومرورك الى موضوعي اسعدني حضورك


دمت بخير ودام تواصلك العطر...

مرورك الى صفحتي يجعلها اكثر جمالا

الله لايحرمنا من هذا التواجد