بالعربي الفصيح
نسمع عن شخصيات وتبهرنا أخرى بما يتواتر إلينا من أخبارها ومواقفها.. ويأخذنا
ألانبهار إلى شاطىء الخيال فنظن أنهم بشر خلقوا من طينة أخرى.
وحينما نقابل بعضهم نتفاجأ بأنهم مجرد ورق يرتجف خوفا من رياح التغيير..
وتقتنع بأن الأوضاع المقلوبة هي وحدها المسؤولة عن وجودهم في هذه المراكز الحساسة ..
غزتني هذه الأفكار وأنا في حضرة مسؤول في جهه حكوميه من أبناء منــطقتي وإلى دعوني أقــول أبن ديــرتي ومحافظتي . أشفقت عليه وهويتباهى أمامي ويتضاءل أمامهم وأنا آراه يضــحي بكل ما عرف عنه من حرص وافر على المصلحة العامة والأخلاق الفاضلة ليتحول الى شخص كأنـنا لانعرفه يقبل على عرض أرضه من أجل الحفاظ على الكرسي أن يساير الأوضاع المقلوبة..
ليت تلك المقابلة لم تكن. لتبقى صورتك الجميلة في نـظري التي احتفظ بها لك بدلاً من أن تخوض في أمرعلى ماأعتقد لست مقتنع به لحد ما ..
ليتك لم تشارك في تكريس عجزنا عن إقامة الحجة على الفساد والشطط..
ليتك ابتعدت عن الخوض في الدفاع عن أنصاف الشياطين الذين باعوا أنفسهم للشر وقبضوا الثمن شعوذة وتشدقاً وتمسحاً بجوخ الدين والظلم الأسير.. وضربوا بمبادئنا ومثلنا عرض الحائط المــريرالذي الى الأن لم نعلم مداه..
إن المنافقين - يا سيــدي ويا أبن ديرتي - أشد فتكا من الكفار المجاهرين بكفرهم. فهم يعيشون بيننا.. يخالطوننا.. ويبعثون سمومهم في عقول صغارنا! عجبا..
هل الكرسي ياسيدي الفاضل يستحق أن أقبل بمالا يتقبله عقلي ويتعارض مع عقيدتي؟ هل المنصب جدير بأن أشارك في أوضاع خاطئة وتعسفيه تقام على أبناء جلدتي؟
إنه زائل - يا أستاذنا الفاضل - هذا المنصب الذي تتشبث به بالأظفارالأن؟! سينتهي هذا المجد الزائف الذي من أجله تخالف فطرتك وتنكر شهامة تربيتك!!
هل تعتقد أنك تنجح حتى في نصر الباطل الواضح على الحق الذي جردت مناصريه من قوتهم وطلبت منهم عدم العودة مجدداً لنصرته؟! لعدم كفاية الأدلة؟!!
ستبقى وحيدآآ ذات يوم حتى من إحساسك بعدم احترام الذات.. والشعور بالذنب الذي جنيته بجدارة غفلتك..
نعم.. ستندم يوماً على اختيارك الجانب الخطأ فالشمس لايغطيها غربال..
وغداً ستنبلج شمس الحق وستفاجئ بحجم الخراب الذي ساهمت في تثبيت دعائمة والدفاع عن فاعليه بحجة عدم كفاية الأدلة؟
إن الساعة آتية لاريب فيها.. حيث لاينفعك لا وزير ولا مدير إلا من أتى الله بقلب سليم.
حينها ستعلم :
"أن من ينصر الله وينصر جماعته للحق ينصره ويثبت أقدامه"
اللهم نسألك الثبات في عصر تتقلب فيه القلوب على أهلها حسب المصالح
الشرق الفطرية الغررين بها
ودمــــــــــــــــــــــــتم بخير
بقلــــــــــــــــمي
فتـــى الحـرث القــارشــي
2/12/1431هـ