أنا البلاد التي لم أكن في البلاد ..أنا السمراء التي بقيت على حافة الحلم.. كل الحلم أنا معبر الغيم والهاربين والمهربين والمنسية حتى من الأمان..أنا الخوبة..هل تتذكرون..؟
وككل الأحلام الأخيرة..والنهايات لأخيرة والبلاد الأخيرة بقيت أستجدي حضوركم ولم أكن أعرف كيف أدبَج الكلمات ولم أعرف كيف أتزلف أو حتى أتجمل أنا السمراء الفاصلة بين ضفة وضفة أنا الخوبة الباسلة والسطر ما قبل الأخير.
وكنت أتزين لكم بعصائب العزان والنرجس..كل خميس ..أحتال بدلال البن الخولاني وسلال الرازقي .. وألوّح بما طاب من شهد الموز والسفرجل والعنبرود ومن كل خير الأرض ..كنت أفعل ذلك كل خميس..وكنت أحاول أن أتجمل عندما تأتون أنا السمراء حبيبتكم القصية.
ولم يعلمني أحداً منكم كيف أضع الكحل أو أرش العطر..كنت لا اعرف سوى البعيثران والشيح والزعتر البري وبقيت كما أنا الخوبة ..ابنة الأرض البتول عروس (المير) وجارة دهوان.
وكنت أغفر لكم العقوق والجحود والرحيل عني عصر كل خميس..كنت أعرف أن خميساً آخر سيأتي..وأنكم ستأتون وكنت أعرف أنكم يوما ما ستدركون حجم العقوق ..وكنت أيضاً سأغفر لكم..وقد غفرت .
وكان ما كان..السمراء الوحيدة النائية طمع بها الذئاب والكلاب وقطاع السبيل وطمعت في ما هو أبعد..وكان ما كان
وعرف العالم كل العالم (وليس أنتم فقط) الخوبة..جاءت إذاعات وتلفزيونات وصحف .. و كان الكل يقول : هنا الخوبه.
وجئتم ..لم تجيئوا في يوم خميس كما اعتدتم ولم أتجمل لكم كما تعودت سوى بالجراح وأسوار الخوف وجئتم ولكن (بخميس) عرمرم.
وانجلت الغمة ولكن بجروح وألم وخسارات ما كان يجب أن تكون وانجلت الغيمة بحجاب يصون عفافي لكنه أيضا حجّبني عنكم أنا السمراء أخت الغيم والشمس والريح و التي لم تعرف يوماَ كيف تتحجب.
وما عدت أراكم ..وسلال نرجسي ذبلت..وقهوتي أعدها كل خميس ثم أدلقها في وادي خلب ليفيض ما تبقى للدحن ودهوان وذهبان ’ لأنكم لم تعودوا تأتون. فمتى أراكم ؟.
اشتقت إليكم ..اشتقت إليكم أنا السمراء الجنوبية..أنا الخوبة...وأنتم الم تشتاقوا إلي..؟
يا لمرارة الفقد
منقول من صحيفة جازان