من المنزل القديم ..
المتمدد في احضان جبال الجنوب التي منحتني اجنتها ليتكون منها ويكتسي شعري بلونها الرمادي المائل إلى السواد..
اطل من أحد شرفاتي العريضه لا احتضن، النسمات البارده التي تشي بالمطر القادم خلفها..
اشاهد الأوديه السحيقه تحتها تارةً.. وتارةً تحجب الغيمات ذلك المنظر الخلاب.
ولاتسمع إلاصوت حفيف تلك النسمات البارده ولاتتنفس إلا( رائحة المطر) ..و انتظر حتى تحين الفرصه لمشهدٍ آخر لم تلتقطه عيناي..
لحظات..ثم يتساقط المطر...
وتبداء سيمفونية الحياة بين المطر والارض في أروع عناق يتسلل صوت المطر في لحظة لقاءه بالأرض إلى روحها لترتوي منه عاشقة الغيم والمطر .
لتستمر قصة العناق ومراسم اللقاء..
ماهي إلا وهله..
وتوقف المطر..
خرجت لااشاهد أروع المناظر التي يخلفها المطر بعد أن يغسل الأرض
ويغسل الفضاءت الممتده بين السحاب والأرض...
أشد وضوحا اصبحت ارى منحدرات الأوديه التي تنزلق إليها المياه من الأعالي وكأنها اكاليل من الورد الابيض..
تنثال في تدفقٍ عجيب..
رفعت ثوبي
لكي لا يبتل ...
واخذت اجري مع الفراشات ذات الألوان الزاهيه واقطف الزهور البريه
واتنفس رائحة النباتات الجبليه التي ايقض فيها المطر كل عبير و شذا...
لازالت الغيوم في الأعلى تتجمع رويدا رويدا
ولازلت الهو واتمتع بكل ما تشكل أمامي من جنان .المطر...
وبداء الظلام يخيم شيئا فشيئا..
والبرد يشتد بقوه...
وسمعت ذلك الصوت الحنون المرتعد يناديني بخوف ولهفه...اتيت ملبي ذالك الصوت ..
حتى دخلت من باب ذلك البيت الساكن في احضان الجبل...
التقتني امي بحضنها الدافي وكأنها تريد أن تخفيني من برودة جو المطر ..
ودخل الليل بمعطفه الأسود الفضفاض
وكأنه الزائر الذي تنتظره الشمس ليحل مكانها فقد أرهقها المكوث وذهبت إلى مجاهل اخرى....
كان صوت الرعد يملأ المكان ووميض البرق يكشف عن وجه الجبال لحظات ثم يختفي
وصوت المطر يهطل تاره ويتوقف تارة اخرى
وانا لاازال في شرفتي اتابع أدق تفاصيل ذالك المنظر. ..
انها الخوبة انها عاشقة الغيم والمطر
بقلمي (بعثرة فتى)