( من المنزل القديم اعود)
وَفي مُنتَصفِ ذالك المنزل القديم رَتلتُ مَواويلَ الحزن ..اتأملُ نوافذَ الوقتِ وأخلِقُ مِنكَ طيفاً ..
وعلى أرصِفةِ الحَنينِ .. أجيكَ تَعباً مُتشَرِداً .أُهروِلُ خَلفَ الساعاتِ التي انقضتْ بكَ .. وأصابِعي تَغزِلُ وقتاً لأَستُرَ عورَةَ الانتظارِ بالصمتِ ..
أُقيّمَ بينَ يديكَ عاشق لأنتعلَّ الغيمَ المُتساقِطَ منْ جوارِبِ عيني حزناََ ..وأعضُّ حلمةَ الليلِ بالشوقِ إليكَ .. وأُرتِبَ أحلامَي اللتي حطمها القدر كي ارفع رأسَكَ. ياخوبة ياعاشقة الغيم والمطر ..
وأضمَّ كفيَّ اليُمنى بِتعاويذِ الفراقِ .. وبيدي اليُسرى شظيةَ الخوفِ والعذاب ..
تقوقعتُ على سريرِ التفكيرِ بكَ .. وأنشدُ صوتَكَ حاملَ كلمَاتِ العشقِ .. وصورَتكَ لأطويكَ في عيني ..
فماذا تقولُ أبجديتي ياعاشقتي ..؟..
يا خوبةً كتبَت منْها فصولُ اشعاري .. يا أنتي .. يا منْ بِحُضنِكَ دارتْ الدُنيا .. وابتدأ سَفر الغمامةِ منْ مدينةِ العُشاقِ لمَدينةِ أفلاطون المِثاليةِ ...
قُلْ لي بربِ هذا الحرفِ منْ بعثَ بِأنبياءِ حَرِفكَ تنتهكَ عصافيرِ قلبي .. وأفاقَ ظلَّ السائرونَ فيها بسوءِ نيه .. !!أنا لمْ أُمَزِقَ ذِكرى حنينَ المشط .. ورقصةَ المرايا .. وضحكةَ الشراشف ..
أنا لمْ أُخبرهمْ عنْ عطرِكَ .. وثَغرِكَ .. وَ مسام الوقتِ في مِدادِ الحُبِ ..
أنا لمْ أُزهِقْ ملامحَ المُوسيقى .. والأغاني .. وَ فُتاتِ الشعرِ ..
أنا لمْ أتوسدْ صدرَ البقاءِ على سبيلِ الإجبارِ ..
ولمْ أرتدي قِناع الزيفِ وأستظلُ خَلفَهُ بألفِ عَار ..
ولمْ أنقشْ بِقَشةٍ أُمْسِكَ بِها ألفَ غريق ..
كُلُّ ما في الأمرِ أني ..عاشق .. وأتركُ للناسِ الحَكايا .. وتركتُ خَلفي بشراً ينسِلُ في ملامِحِهم تاريخُ القِناع ..فالذينَ أعارونا احتِضار الشمس .. همْ ذاتِهم منْ ألبسوني ظلَّهم ..
والذينَ سلَخوا فَروةَ الروحِ عنْ جبينِ جسدي المُنهك .. همْ ذاتهم منْ اسقطوا وجهي بِقِناعِ التعبِ .. والذينَ أسدلوا ستائِرَ الليلِ وأرخوا جدائلَ العتمةِ .. هُمْ ذاتهم منْ علقوا جُفونَ النهار ..
والذينَ يغزلونَ منْ دُخانِ أنفاسِكَ [ غيبةً ] قهراً وغضباً .. همْ ذاتهم منْ اوقعوا بذورَ الشكِ في أرضِ الوفاءِ ..
بقلمي (بعثرة فتى ) مروعي هزازي